سموت فصرت في الأكوانِ علقا *** بروحٍ من مياهِ النَّهرِ أَنقى
فإن غابت ضياء الشمس يوماً *** فنورك خالِدٌ في الأُفقِ شرقا
فَـلَـم أرى سَـيِّـدي عَـزمَـاً بِيَومٍ *** كَعَـزمِـكَ لاتَـهابُ المَوتَ حَقّا
فـقـد كُـفِّـلـتَ زَينَبَ مِن عَليٍّ *** وما للـعهد منك رئـيـت نـقـضـا
فـصـنتت العهد حتى حين حَفَّت *** جيوش الأشقيا تَبَعَاً لِأَشقـى
وما أَثـنـوا بذلك مِتنَ عَـزماً *** وَفَـرّوا حينَما أشهَـقـتَ شَـهـقـا
فـمـا بـالـيـت في قـطـع الـشـمالِ *** وقـطـع يمينها لكـن تَـبَـقّـى
لديك الماء والإخلاص تنوي *** بِـهِ الأَطفالِ وَالرِّضعانَ تُـسقى
حـمـلت الماء دون يديك رَكظَاً *** لَـعَـلَّ سَكينَةْ تَشرَبُ مَا تَـبَقّى
وفـيـك لـقـد تَأَتّى اليأس لَـمّـا *** أُريـقَ الماء بِالأسـهـامِ رَشـقـا
فـجـاء إليك ابن ابيك لـيـثٌ *** بروح من صَـليل الحزن حـرقـا
فَـعـادَ لِـخـيـمَـةِ العَبّاسِ حُزنَاً *** ومنها العَمدَ حينَ رَمى وَألقى
خَـرَجـنَ بَناتُ طَـه نـائِـحتاتٍ *** عَـلـى مـا كـان عـبّـاسـاً تَـلـقّـى
فَـروحُـكَ قَـد سَـمَـت مَولاي نوراً *** بنور الآل صار لديك ملقى
فَـدُسـتَ عَـلـى الـمَـنـيِّةِ دَونَ خَوفٍ *** لِتَعرُجَ للجِّنانِ لَها وَتَرقى
فـَصِـرتَ لِمَن أَحَبَّكَ نَهجَ صِدقٍ *** وَفي فاهِ الدِّيانَةِ صِرتَ نُطقى
وَفـي قَـلتبِ الـمُحِبِّ غَدَوتَ شِعرَاً *** يُهيجُ القَلبَ
إِخلاصَاً وَذَوقا
وَكَيفَ بِذي الذُّنوبِ إِذا رَئاكا *** بِـمـا أُعـطـيـتَ أَخـلاقَـاً وَ خُلـقـا
بِـأَن لا تَـنـمَحي عَنـهُ الـخَـطـايا *** وَمِـن نـارِ الإِلهِ تَكونُ عِـتـقـا
فَـجِـئـتُـكَ سـائِـلاً فَـضـلاً وَجودَاً *** بِمِثلي أَن يَـكـونَ لَـديـكَ رِقّـا