لمّا ولي عثمان كره ولايته نفرٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأن عثمان كان يحب قومه ، فولي الناس اثنتي عشرة حجة ، وكان كثيراً ما يولي من بني أمية من لم يكن له مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صحبة ، فكان يجيء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وكان يُستعتب فيهم فلا يعزلهم ، فلمّا كان في الست الأواخر استأثر ببني عمه فولّاهم ، وولي عبد الله ابن أبي سرح مصر فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه ، وقد كانت من عثمان قبلُ هنات إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر فكان في قلوب هذيل وبني زهرة وبني غفار وأحلافها من غضب لأبي ذر ما فيها. وحنقت بنو مخزوم لحال عمّار بن ياسر
أنساب الأشراف للبلاذري (2/264)
تاريخ المدينة – ابن شبة النميري – ج ٤ – الصفحة ١١٥٧