عدالة عمر بن الخطاب

أربعة يرون الصحابي المغيرة بن شعبة يزني مع أم جميل , فقام عمر بجلد الشهود وتبرئة الصحابي الزاني والصحابية الزانية


و في هذه السنة “أي سنة سبع عشرة” ولي عمر أبا موسى الاشعري البصرة و أمر أن يشخص اليه المغيرة بن شعبة في ربيع الاول فشهد عليه فما حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، أبو بكرة و شبل بن معبد البجلي، و نافع بن عبيد، و زياد، ثم ذكر الواقدي وسيف هذه القصة، و ملخصها: إن إمرأة كان يقال لها ام جميل بنت الا فقم من نساء بني عامر بن صعصعة، و يقال من نساء بني هلال و كان زوجها من ثقيف قد توفي عنها، و كانت تغشى نساء الامراء و الاشراف، و كانت تدخل على بيت المغيرة بن شعبة و هو أمير البصرة، و كانت دار المغيرة تجاه دار أبي بكرة و كان بينهما الطريق، و في دار ابي بكرة كوة تشرف على كوة دار المغيرة، فبينما أبو بكرة في داره و عنده جماعة يتحدثون في العلية إذ فتحت الريح باب الكوة فقام أبو بكرة لغلقها، فإذا كوة المغيرة مفتوحة و إذا هو على صدر إمرأة و بين رجليها و هو يجامعها، فقال أبو بكرة لاصحابه: تعالوا فانظروا إلى أميركم يزني بام جميل، فقاموا فنظروا اليه و هو يجامع تلك المرأة، فقالوا لابي بكرة و من أين فلت إنها ام جميل و كان رأسها من الجانب الآخر؟ فقال: انتظروا فلما فرغا قامت المرأة فقال أبو بكرة: هذه أم جميل فعرفوها فيما يظنون، فلما خرج المغيرة و قد اغتسل ليصلي بالناس منعه أبو بكرة أن يتقدم، و كتبوا إلى عمر في ذلك، فولى عمر أبا موسى الاشعري أميرا على البصرة و عزل المغيرة فسار إلى البصرة فنزل البرد، فقال المغيرة: و الله ما جاء أبو موسى تاجرا و لا زائرا و لا جاء إلا اميرا.

ثم قدم أبو موسى على الناس و ناول المغيرة كتابا من عمر هو أوجز كتاب، فيه “أما بعد فانه بلغني نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم ما في يديك و العجل”.

و كتب إلى أهل البصرة: إني قد وليت عليكم أبا موسى ليأخذ من قويكم لضعيفكم، و ليقاتل بكم عدوكم، و ليدفع عن دينكم، و ليجبي لكم فيأ كم ثم ليقسمه بينكم “قال”: و أهدى المغيرة لابي موسى جارية من مولدات الطائف تسمى عقيلة و قال: إني رضيتها لك و كنت فارهة: و ارتحل المغيرة و الذين شهدوا عليه “عند أبي موسى الاشعري” و هم أبو بكرة، و نافع بن كلدة و زياد ابن ابيه، و شبل بن معبد العجلي، فلما قدموا على عمر جمع بينهم و بين المغيرة، فقال المغيرة سل هؤلاء الاعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم، و كيف رأوا المرأة و عرفوها، فان كانوا مستقبلي فكيف لم يستتروا، أو مستدبري فيكف استحلوا النظر في منزلي على إمرأتي، و الله ما أتيت إلا إمرأتي و كانت تشبهها، فبدأ عمر بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي ام جميل و هو يدخله و يخرجه كالميل في المكحلة، قال و كيف رأيتها؟ قال مستدبرها، قال فكيف استبنت رأسها؟ قال تحاملت، ثم دعا شبل بن معبد فشهد بمثل ذلك فقال استقبلتهما أم استدبرتهما؟ قال استقبلتهما، و شهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة و لم يشهد زياد بمثل شهادتهم، قال رأيته جالسا بين رجلي إمرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان و أستين مكشوفتين و سمعت حفزانا شديدا، و قال هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، و لكن أشبهها، قال فتنح، ثم أمر بالثلاثة فجلدوا الحد.

 

البداية و النهاية “ج 7 ص 81 ص 82″

فتح الباري – ج 6 – 35السلم – 55الوصايا – 2239 – 2766


قال ابن الاثير في أسد الغابة “ج 2 ص 385” روى أبو عثمان النهدي قال: شهد أبو بكرة و نافع يعني ابن علقمة و شبل بن معبد على المغبرة أنهم نظروا إليه كما ينظر إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال: رأيت مجلسا قبيحا و نهزا فجلدهم عمر.