السؤال : لماذا لم يحارب الامام الحسن معاوية الذي حارب اباه الامام علي ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم من الأولين والآخرين
السؤال خاطئ وينطوي على مغالطة كبيرة , فالإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابيه
قد حارب مع اخيه الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بالإضافة إلى بعض الافاضل مثل محمد بن ابي بكر وعمر بن ام سلمة ومالك الأشتر
لذلك قضية ان الإمام الحسن لم يحارب فهي كذب لأن الإمام الحسن قد حارب عدوه وعدو ابيه وعدو الله ورسوله
في صفين والجمل والنهروان
وإنما كانت الضروف السياسية في ذلك الوقت لا تسمح للإمام الحسن ان يقوم بالحرب على معاوية بسبب الحالة من التمرد التي وصل اليها جيشه
اذ كانت حرباً خاسرة عسكريا وسياسيا بسبب ان كل من خرج إلى فتنة في ذلك الوقت , يجد من يقف معه
مثل فتنة عائشة وفتنة معاوية إذ اصطَفّ مئات الآف من المنافقين لهم وتجيشوا لهم وكانوا على اهبة الاستعداد
للحرب على الله والرسول واهل البيت عليهم السلام كما حصل في حربي صفين والجمل ولم يكونوا مهتمين ابداً
لمسألة انها حرب ضد دينهم وضد الخليفة الشرعي وانهم يسفكون دماء المسلمين
ولأنه منذ رزية الخميس حيث امر النبي بالدواة والكتف لكتابة الوصية فوقف الصحابة ضد الرسول واتبعوا عمر
وهكذا كان الأمر بالنسبة للإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليهم
قلة الناصر هي التي جعلت الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه لا يحارب ابوبكر وعمر وعثمان وعندما حصل على من يحارب معه
واصبح لديه جيش , تمكن من الحرب على عائشة بنت ابوبكر وكذلك الحرب على معاوية في صفين
غير ان الإمام الحسن عليه السلام كان مخيراً بين الخسارة العسكرية للمعركة دون تحقيق اية مكاسب , او فرض شروط
على معاوية تجعل الإمام الحسن عليه السلام يتكلم من موقع القوة , وهذا ما حدث فعلاً اذ ارسل معاوية لعنه الله للإمام الحسن عليه السلام
وطلب ان يضع كل الشروط التي يريدها , ورغم عدم التزام معاوية بالبنود وغدره ونذالته الأموية , إلّا انّ ما حدث من الإمام الحسن عليه السلام
هو نصر استراتيجي بإمتياز لايتخذه الا قائدٌ محنَّكٌ وعالِمٌ بأمور السياسة وكيفية تحويل نقطة الضعف إلى نقطة قوة
.
وقد يتسائل البعض , إذا كان الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه حارب معاوية وكان لديه جيش , فلماذا حارب الإمام الحسين عليه السلام
ضد يزيد وهو لم يكن لديه انصار واختار الشهادة مقتولاً على ان يترك الأمر ليزيد
والجواب هو انّ الإمام الحسين عليه السلام لم يكن لديه جيش ليحارب , ولكن ايضاً لم يكن بموقف امام الاعداء بمثل موقف الإمام الحسن عليه السلام
فالإمام الحسن كان بنظر معاوية ان لديه جيش قوي يستطيع الإعتماد عليه في الحرب على معاوية وذلك قد يسبب لمعاوية خسارة الكثير لا سيما انّ الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه ضرغام آجامٍ وليثٌ قد جَرَّب طعم سيفه المنافقون من جيش معاوية في حرب صفين
امّا الإمام الحسين عليه السلام فكان معروفا عند يزيد لعنه الله ولعن ابيه انّه لايملك ايّ جيش ولا يشكل ايّ قوة عسكرية مضادة
ليضعها يزيد بالإعتبار مِمّا جعل الإمام الحسين غير قادرٍ على فرض شروطه على يزيد لعنه الله
لذلك لم يكن للإمام الحسين عليه السلام إلّا الحلُّ الأخير وهو تحقيق المكسب الديني بالإنتصار على يزيد بما حصل في كربلاء
فهو امر جعل كل مؤمن يوالي النبي وآله ويحزن على الامام الحسين عليه السلام ينحاز لهم وجعل كل المنافقين والكفار ومن في قلوبهم مرض يترضون على
كل من حارب النبي وآله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وينحازون لهم
بالإضافة إلى ذلك فإن كل ما فعله الأئمة الأطهار كانوا يعلمون به قبل ان يقع من احاديث النبي للإمام علي عن فتنة الجمل وما سيلقى بعده
وكلامه عن الإمام الحسن والحسين في حديث الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا
وكذلك إخبار النبي لأم سلمة وغيرها بإستشهاد الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في كربلاء