طلب مني احد الاخوة ان اكف عن نشر روايات النبي وآله صلوات الله عليهم , فتذكرت كلام الرسول كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا

فاصبح صاحب الحق نائما واصبح صاحب الباطل لا يبقى على باطله بل يريد غيره ان يسكتوا عن الحق كما سكت

 

في هذا الزمان هل اصبحنا نواجه اهل المعصية بوجوه عابسة ونقابل المؤمنين بوجوه مبتسمة

ام اننا نعمل بالعكس فنبتسم في وجه اهل المعاصي ونعبس في وجوه المؤمنين بسبب كثرة الخلافات والفتن ؟

 

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أدنى الانكار ان يلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة.

تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي – ج ٦ – الصفحة ١٧٧


يقول الرسول بالمعنى : اذا رأى الناس المعروف منكرا والمنكر معروفا , فكيف يامرون بالمعروف وينهون عن الفساد الذي استشرى في شرائح من الشباب ذكورا واناثا

 

عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقيل له:
ويكون ذلك يا رسول الله!؟ فقال: نعم وشر من ذلك فكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف فقيل: له يا رسول الله ويكون ذلك!؟ فقال: نعم وشر من ذلك فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا

تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي – ج ٦ – الصفحة ١٧٧


ولكن بسبب الانترنت والاعلام , اصبح الجاهل مسموعا وصاحب الحق معدوما فصار الجميع يصيح بما يراه حقا وينكر ما يراه باطلا , رغم ان الكثير من الجاهلين يرون الحق باطلا والباطل حقا

سمعت أبا عبد الله وسئل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو على الأئمة جميعا؟ فقال: لا فقيل: ولم؟ قال : إنما هو على القوى المطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا إلى أي من أي يقول من الحق إلى الباطل والدليل على ذلك كتاب الله قولالله عز وجل: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (1) فهذا خاص غير عام كما قال الله عز وجل: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) (2) ولم يقل على أمة موسى ولا على كل قوم وهم يومئذ أمم مختلفة والأمة واحد فصاعدا كما قال الله عز وجل: (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله) (3) يقول مطيعا لله، وليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له ولا عدد ولا طاعة

تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي – ج ٦ – الصفحة ١٧٧