عن أبي محمد العسكري ﴿عليه السلام﴾ أنه اتصل به أن رجلا من فقهاء شيعته كلم
بعض النصاب فأفحمه بحجته حتى أبان عن فضيحته، فدخل على علي بن محمد ﴿عليهما السلام﴾
وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبني هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست، وأقبل عليه فاشتد ذلك على اولئك
الأشراف: فأما العلوية فأجلوه عن العتاب، وأما الهاشميون فقال له شيخهم:
يا ابن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين ؟
فقال ﴿عليه السلام﴾: إياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى: ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون. أترضون بكتاب الله عز وجل حكما ؟ قالوا: بلى.
قال: أليس الله يقول: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ” إلى قوله ” والذين اوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن إلا أن يرفع على المؤمن غير العالم كما لم يرض للمؤمن إلا أن يرفع على من ليس بمؤمن أخبروني عنه ؟
قال:يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. أو قال: يرفع الله الذين اوتوا شرف النسب درجات ؟ أو ليس قال الله: هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله ؟ إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لأفضل له من كل شرف في النسب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1– بحار الأنوار / جزء 2 / صفحة 13 -14