‏إن تتوبا إلى الله فقد ‏‏صغت ‏‏قلوبكما نزلت في عائشة وحفصة

 

عدد الروايات : ( 11 )ا

 

 

إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما * وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين

والملائكة بعد ذلك ظهيرا ، ( التحريم : 4 )

 

صحيح مسلم – كتاب الطلاق – باب في الإيلاء وإعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى : وإن تظاهرا عليه

 

1479 – حدثني : ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عمر بن يونس الحنفي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عكرمة بن عمار ‏ ‏، عن ‏ ‏سماك أبي زميل ‏ ‏، حدثني : ‏عبد الله بن عباس ‏، حدثني : ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قال : ‏لما إعتزل نبي الله ‏ (ص) ‏ ‏نساءه قال : دخلت المسجد فإذا الناس ‏ ‏ينكتون ‏ ‏بالحصى ويقولون : طلق رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر ‏، ‏فقلت : لأعلمن ذلك اليوم قال : فدخلت على ‏ ‏عائشة ‏فقلت : يا بنت ‏ ‏أبي بكر ‏أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقالت : ما لي وما لك يا ‏ ‏إبن الخطاب ‏ ‏عليك ‏ ‏بعيبتك ‏، ‏قال : فدخلت على ‏ ‏حفصة بنت عمر ‏ ‏فقلت لها : يا ‏ ‏حفصة ‏ ‏أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏والله لقد علمت أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فبكت أشد البكاء فقلت لها : أين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قالت : هو في خزانته في ‏ ‏المشربة ‏ ‏فدخلت فإذا أنا ‏برباح ‏ ‏غلام رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قاعداًًً على ‏ ‏أسكفة ‏ ‏المشربة ‏ ‏مدل رجليه على ‏ ‏نقير ‏ ‏من خشب وهو جذع ‏ ‏يرقى عليه رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وينحدر ، فناديت يا ‏ ‏رباح ‏ ‏إستأذن لي عندك على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فنظر ‏ ‏رباح ‏ ‏إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئاًً ، ثم قلت : يا ‏ ‏رباح ‏ ‏إستأذن لي عندك على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فنظر ‏ ‏رباح ‏ ‏إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئاًً ثم رفعت صوتي فقلت : يا ‏ ‏رباح ‏ ‏إستأذن لي عندك على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فإني أظن أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ظن أني جئت من أجل ‏ ‏حفصة ‏ ‏والله لئن أمرني رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي ‏ ،فأومأ ‏ ‏إلي أن ‏ ‏ارقه ‏ ‏فدخلت على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه ‏ ‏إزاره ‏ ‏وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه ، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏، فإذا أنا بقبضة من شعير نحو ‏ ‏الصاع ‏ ‏ومثلها ‏ ‏قرظاً ‏ ‏في ناحية الغرفة وإذا ‏ ‏أفيق ‏ ‏معلق قال : ‏ ‏فإبتدرت ‏ ‏عيناي ، قال : ما يبكيك يا ‏ ‏إبن الخطاب ‏ ‏قلت : يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلاّ ما أرى وذاك ‏ ‏قيصر ‏ ‏وكسرى ‏ ‏في الثمار والأنهار وأنت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وصفوته وهذه خزانتك ، فقال : يا ‏ ‏إبن الخطاب ‏ ‏ألا ‏ ‏ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت : بلى ، قال : ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت : يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته ‏ ‏وجبريل ‏ ‏وميكائيل ‏ ‏وأنا وأبوبكر ‏ ‏والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلاّ رجوت أن يكون الله يصدق قولي ‏ ‏الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراًًً منكن وإن ‏ ‏تظاهرا ‏ ‏عليه فإن الله هو مولاه ‏ ‏وجبريل ‏ ‏وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ‏ ‏ظهيرا.

 

وكانت ‏ عائشة بنت أبي بكر ‏ ‏وحفصة ‏ ‏تظاهران ‏ ‏على سائر نساء النبي ‏ (ص) ‏ ‏فقلت : يا رسول الله أطلقتهن قال : لا ، قلت : يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ‏ ‏ينكتون ‏ ‏بالحصى يقولون : طلق رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال : نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى ‏ ‏تحسر ‏ ‏الغضب عن وجهه وحتى ‏ ‏كشر ‏ ‏فضحك ، وكان من أحسن الناس ‏ ‏ثغراً ‏ ‏، ثم نزل نبي الله ‏ (ص) ‏ ‏ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت : يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال : إن الشهر يكون تسعاً وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏نساءه ونزلت هذه الآية : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي ‏ ‏الأمر منهم لعلمه الذين ‏يستنبطونه ‏منهم ، ‏ فكنت أنا إستنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير.

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&BookID=25&PID=2776

 


 

صحيح البخاري – كتاب تفسير القرآن – سورة التحريم – باب : إن تتوبا إلى الله

 

4631 – حدثنا : ‏ ‏الحميدي ‏ ، حدثنا : ‏ ‏سفيان ‏ ، حدثنا : ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏عبيد بن حنين ‏ ‏يقول : سمعت ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏يقول : ‏كنت أريد أن أسأل ‏ ‏عمر ‏ ‏، عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فمكثت سنة فلم أجد له موضعاًً حتى خرجت معه حاجاً فلما كنا ‏ ‏بظهران ‏ ‏ذهب ‏ ‏عمر ‏ ‏لحاجته ، فقال : أدركني بالوضوء فأدركته ‏ ‏بالإداوة ‏ ‏فجعلت أسكب عليه الماء ورأيت موضعاًً فقلت : يا أمير المؤمنين ‏ ‏من المرأتان اللتان تظاهرتا ، قال إبن عباس ‏ ‏فما أتممت كلامي حتى قال : ‏ ‏عائشة ‏ وحفصة. ‏

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&BookID=24&PID=4685

 


 

صحيح البخاري – كتاب النكاح – باب موعظة الرجل إبنته لحال زوجها

 

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

 

4895 – حدثنا : ‏ ‏أبو اليمان ‏ ، أخبرنا : ‏ ‏شعيب ‏ ‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال : أخبرني : ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله بن عباس ‏ ‏(ر) ‏ ‏قال : ‏لم أزل حريصاً على أن أسأل ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏، عن ‏ ‏المرأتين ‏ ‏من أزواج النبي ‏ (ص) ‏ ‏اللتين قال الله تعالى :‏ إن تتوبا إلى الله فقد ‏ ‏صغت ‏ ‏قلوبكما ‏ حتى حج وحججت معه ‏ ‏وعدل ‏ ‏وعدلت ‏ ‏معه ‏ ‏بإداوة ‏ ‏فتبرز ، ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ ، فقلت له : ‏يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي ‏ (ص) ‏ ‏اللتان قال الله تعالى : ‏إن تتوبا إلى الله فقد ‏ ‏صغت ‏ ‏قلوبكما ‏، قال : واعجباًً لك يا ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏هما ‏ ‏عائشة ‏ ‏وحفصة ‏ ‏ثم إستقبل ‏ ‏عمر ‏ ‏الحديث.

 

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&BookID=24&PID=4992

 


 

المتقي الهندي – كنز العمال في سنن القوال والأفعال – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 533 )

 

4668 – عن إبن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب من المرأتان اللتان تظاهرتا ؟ ، قال : عائشة وحفصة وكان بدء الحديث في شأن مارية أم إبراهيم القبطية ، أصابها النبي (ص) في بيت حفصة في يومها ، فوجدت حفصة ، فقالت : يا نبي الله لقد جئت إلي شيئاًً ما جئته إلى أحد من أزواجك في يومي وفي دوري وعلى فراشي ؟ ، قال : ألا ترضين أن أحرمها ، فلا أقربها ؟ ، قالت : بلى ، فحرمها ، وقال : لا تذكري ذلك لأحد ، فذكرته لعائشة ، فأظهره الله عليه ، فأنزل الله تعالى : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك ، الآيات كلها فبلغنا أن رسول الله (ص) كفر ، عن يمينه ، وأصاب جاريته.

 


 

المتقي الهندي – كنز العمال في سنن القوال والأفعال – الجزء : ( 2 ) – رقم الصفحة : ( 534 )

 

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

 

4670 – .... حتى إذا كان يوم حفصة قالت : يا رسول الله إن لي حاجة إلى أبي نفقة لي عنده فأذن لي آتيه ، فأذن لها ، ثم أرسل إلى مارية جاريته فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها ، فقالت حفصة : فوجدت الباب مغلقاً ، فجلست عند الباب فخرج رسول الله (ص) وهو فزع ، ووجهه يقطر عرقاًً ، وحفصة تبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ ، قالت : إنما أذنت لي : من أجل هذا ؟ أدخلت أمتك بيتي ، ثم وقعت عليها على فراشي ، ما كنت تصنع هذا بإمرأة منهن ؟ أما والله لا يحل لك هذا يا رسول الله ، فقال : والله ما صدقت ، اليس هي جاريتي وقد أحلها الله لي أشهدك أنها علي حرام ألتمس رضاك ، لا تخبري بهذا إمرأة منهن ، فهي عندك أمانة ، فلما خرج رسول الله (ص) قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة ، فقالت : ألا أبشرك أن رسول الله (ص) قد حرم عليه أمته ، وقد أراحنا الله تعالى منها : فأنزل الله : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ، ثم قال : وإن تظاهرا عليه ، فهي عائشة وحفصة كانتا لا تكتم إحداهما الأخرى شيئاًً !! ….

 

 

 

 


 

 

 

 

.

إبن كثير – تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة التحريم – تفسير قوله تعالى : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك

الجزء : ( 8 ) – رقم الصفحة : ( 162 )

 

– قال الله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، حتى حج عمر وحججت معه ، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ، ثم آتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي (ص) اللتان قال الله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، فقال عمر : واعجباً لك يا إبن عباس قال الزهري : كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه قال : هي عائشة وحفصة قال : ثم أخذ يسوق الحديث قال : كنا معشر قريش قوماًً نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماًً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم : قال : وكان منزلي في دار أمية بن زيد بالعوالي قال : فغضبت يوماًً على إمرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت : ما تنكر أن أراجعك ؟ فوالله إن أزواج رسول الله (ص) ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل قال : فإنطلقت فدخلت على حفصة فقلت : أتراجعين رسول الله (ص) ؟ ، قالت : نعم ، قلت : وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل ؟ ، قالت : نعم قلت : قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله (ص) ولا تسأليه شيئاًً وسليني من مالي : ما بدا لك ولا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم ، أي أجمل ، وأحب إلى رسول الله (ص) منك يريد عائشة قال : – وكان لي جارً من الأنصار وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله (ص) ينزل يوماًً وأنزل يوماًً فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك وقال : وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي يوماًً ثم أتى عشاء فضرب بابي ثم ناداني فخرجت إليه ، فقال : حدث أمر عظيم فقلت : وما ذاك أجاءت غسان ؟ ، قال : لا بل أعظم من ذلك وأطول طلق رسول الله (ص) نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائناً حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت : أطلقكن رسول الله (ص) ؟ ، فقالت : لا أدري ها هو ذا معتزل في هذه المشربة فأتيت غلاماًً له أسود فقلت : إستأذن لعمر فدخل الغلام ثم خرج إلي فقال له : فصمت فإنطلقت حتى أتيت المنبر فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم فجلست عنده قليلاً ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت : إستأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال : قد ذكرتك له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت إستأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال : قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبراً فإذا الغلام يدعوني فقال : إدخل قد إذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله (ص) فإذا هو متكئ على رمال حصير ، قال الإمام أحمد : وحدثناه يعقوب في حديث صالح قال : رمال حصير – وقد أثر في جنبه فقلت : أطلقت يا رسول الله نساءك ؟ فرفع رأسه إلي وقال : لا فقلت الله أكبر ولو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوماًً نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماًً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت على إمرأتي يوماًً فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت : ما تنكر أن أراجعك ؟ فوالله إن أزواج النبي (ص) ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله (ص) فقلت : يا رسول الله : قد دخلت على حفصة فقلت : لا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم أو أحب إلى رسول الله (ص) منك فتبسم أخرى فقلت : أستأنس يا رسول الله ؟ ، قال : نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت في البيت شيئاًً يرد البصر إلاّ أهبا مقامة فقلت : إدع الله : يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فإستوى جالساًًً وقال : أفي شك أنت يا إبن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت : إستغفر لي : يا رسول الله وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهراًً من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل.

 

– وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق ، عن الزهري به وأخرجه الشيخان من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن جبير ، عن إبن عباس قال : مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب ، عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجاًً فخرجت معه فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، قال : فوقفت حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي (ص) ؟ هذا لفظ البخاري ولمسلم من المرأتان اللتان قال الله تعالى : وإن تظاهرا عليه ، قال : عائشة وحفصة ثم ساق الحديث بطوله ومنهم من إختصره.

 

– وقال مسلم أيضاًً ، حدثني : زهير بن حرب ، حدثنا : عمر بن يونس الحنفي ، ثنا : عكرمة بن عمار ، عن سماك بن الوليد أبي زميل ، حدثني : عبد الله بن عباس ، حدثني : عمر بن الخطاب قال : لما إعتزل نبي الله (ص) نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله (ص) نساءه وذلك قبل أن يؤمر بالحجاب فقلت : لأعلمن ذلك اليوم فذكر الحديث في دخوله على عائشة وحفصة ووعظه إياهما إلى أن قال : فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله (ص) على أسكفة المشربة فناديت فقلت : يا رباح إستأذن لي على رسول الله (ص) فذكر نحو ما تقدم ، إلى أن قال : فقلت : يا رسول الله ما يشق عليك من أمر النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكال وأنا وأبوبكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلاّ رجوت أن يكون الله يصدق قولي.

 

الرابط :

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1868&idto=1868&bk_no=49&ID=1936

 

 

 

 

 


 

 

 

.

محمد بن جرير الطبري – تفسير الطبري – تفسير سورة التحريم – القول في تأويل قوله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما

الجزء : ( 23 ) – رقم الصفحة : ( 483 )

 

– يقول تعالى ذكره : إن تتوبا إلى الله ، أيتها المرأتان فقد مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله (ص) من إجتنابه جاريته ، وتحريمها على نفسه ، أو تحريم ما كان له حلالاًً مما حرمه على نفسه بسبب حفصة.

 

وبنحوالذي قلنا في ذلك قال : أهل التأويل. ذكر من قال ذلك :

 

– حدثني : محمد بن سعد ، قال : ثنى : أبي ، قال : ثنى : عمي ، قال : ثنى : أبي ، عن أبيه ، عن إبن عباس ، قوله: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، يقول : زاغت قلوبكما ، يقول : قد أثمت قلوبكما.

 

– حدثنا : إبن حميد ، قال : ، ثنا : يحيى بن واضح ، قال : ، ثنا : محمد بن طلحة ، عن زبيد ، عن مجاهد ، قال : كنا نرى أن قوله : فقد صغت قلوبكما ، شيء هين ، حتى سمعت قراءة إبن مسعود إن تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما.

 

– حدثنا : بشر ، قال : ، ثنا : يزيد ، قال : ، ثنا : سعيد ، عن قتادة : فقد صغت قلوبكما : أي مالت قلوبكما.

 

– حدثنا : إبن عبد الأعلى ، قال : ، ثنا : إبن ثور ، عن قتادة : فقد صغت قلوبكما ، مالت قلوبكما.

 

– حدثت ، عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ، ثنا : عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : فقد صغت قلوبكما ، يقول : زاغت.

 

– حدثنا : إبن حميد ، قال : ، ثنا : مهران ، عن سفيان : صغت قلوبكما ، قال : زاغت قلوبكما.

 

– حدثني : يونس ، قال : ، أخبرنا : إبن وهب ، قال إبن زيد ، قال الله عز وجل: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، قال : سرهما إن يجتنب رسول الله (ص) جاريته ، وذلك لهما موافق صغت قلوبكما إلى أن سرهما ما كره رسول الله (ص).

 

وقوله : وإن تظاهرا عليه ، يقول تعالى ذكره للتي أسر إليها رسول الله (ص) حديثه ، والتي أفشت إليها حديثه ، وهما : عائشة وحفصة (ر).

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال : أهل التأويل ، ذكر من قال ذلك :

 

– حدثنا : إبن عبد الأعلى ، قال : ، ثنا : إبن ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن إبن عباس قال : لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر ، عن المرأتين من أزواج رسول الله (ص) ، اللتين قال الله جل ثناؤه : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، قال : فحج عمر ، وحججت معه ، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر ، وعدلت معه بإداوة ، ثم  آتاني فسكبت على يده وتوضأ فقلت : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان من أزواج النبي (ص) اللتان قال الله لهما : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، قال عمر : واعجباً لك يا بن عباس ، قال الزهري : وكره والله ما سأله ولم يكتم ، قال : هي حفصة وعائشة ، قال : ثم أخذ يسوق الحديث ، فقال : كنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة ، ثم ذكر الحديث بطوله.

 

– حدثني : يونس ، قال : ، أخبرنا : إبن أشهب ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن علي بن حسين ، عن إبن عباس ، أنه سأل عمر بن الخطاب (ر) ، عن المتظاهرتين على رسول الله (ص) ، فقال : عائشة وحفصة.

 

– حدثنا : يونس ، قال : ، أخبرنا : إبن وهب ، قال : ، أخبرنا : سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حنين أنه سمع إبن عباس يقول : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب ، عن المتظاهرتين ، فما أجد له موضعاًً أسأله فيه، حتى خرج حاجاًً ، وصحبته حتى إذا كان بمر الظهران ذهب لحاجته ، وقال : أدركني بإداوة من ماء ، فلما قضى حاجته ورجع ، أتيته بالإداوة أصبها عليه ، فرأيت موضعاًً ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله (ص)؟ فما قضيت كلامي حتى قال : عائشة وحفصة (ر).

 

– حدثنا : إبن بشار وإبن المثنى ، قالا ، ثنا : عمر بن يونس ، قال : ، ثنا : عكرمة بن عمار ، قال : ، ثنا : سماك أبو زميل ، قال : ثنى : عبد الله بن عباس ، قال : ثنى : عمر بن الخطاب ، قال : لما إعتزل نبي الله (ص) نساءه ، دخلت عليه وأنا أرى في وجهه الغضب ، فقلت : يا رسول الله ما شق عليك من شأن النساء ، فلئن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته ، وجبرائيل وميكائيل ، أنا وأبوبكر معك ، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام ، إلاّّ رجوت أن يكون اللهمصدق قولي ، فنـزلت هذه الآية ، آية التخيير : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراًًً منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين …. الآية ، وكانت عائشة إبنة أبي بكر وحفصة تتظاهران على سائر نساء النبي (ص).

 

– حدثت ، عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ، ثنا : عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وإن تظاهرا عليه ، يقول : علي معصية النبي (ص) وأذاه.

 

– حدثني : يونس ، قال : ، أخبرنا : إبن وهب ، قال : قال إبن زيد ، قال إبن عباس لعمر: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك ، عن أمر وإني لأهابك ، قال : لا تهبني ، فقال : من اللتان تظاهرتا على رسول الله (ص)؟ ، قال : عائشة وحفصة.

 

الرابط :

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=66&ayano=4

 

 

 

 

 


 

 

 

 

.

القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – سورة التحريم – قوله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما

الجزء : ( 18 ) – رقم الصفحة : ( 174 )

 

إن تتوبا إالى الله

 

– يعني حفصة وعائشة ، حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى خلاف محبة رسول الله (ص).

 

فقد صغت قلوبكما

 

أي زاغت ومالت ، عن الحق ، وهوإنهما أحبتا ما كره النبي (ص) من إجتناب جاريته واجتناب العسل ، وكان (ع) يحب العسل والنساء.

 

– قال إبن زيد : مالت قلوبهما بأن سرهما إن يحتبس ، عن أم ولده ، فسرهما ما كرهه رسول الله (ص). وقيل : فقد مالت قلوبكما إلى التوبة.

 

– وقال : فقد صغت قلوبكما ، ولم يقل : فقد صغى قلباكما ، ومن شأن العرب إذا ذكروا الشيئين ، من إثنين جمعوهما ، لأنه لا يشكل ، وقد مضى هذا المعنى في المائدة في قوله تعالى : فاقطعوا أيديهما ( المائدة : 38 ) ، وقيل : كلما ثبتت الإضافة فيه مع التثنية فلفظ الجمع أليق به ، لأنه أمكن وأخف ، وليس قوله : فقد صغت قلوبكما ، جزاء للشرط ، لأن هذا الصغو كان سابقاً ، فجواب الشرط محذوف للعلم به ، أي إن تتوبا كان خيراًًً لكما ، إذ قد صغت قلوبكما.

 

وإن تظاهرا عليه

 

أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي (ص) بالمعصية والإيذاء.

 

– وفي صحيح مسلم ، عن إبن عباس قال : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب ، عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له ، حتى خرج حاجاًً فخرجت معه ، فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، فوقفت حتى فرغ ، ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين ، من اللتان تظاهرتا على رسول الله (ص) من أزواجه ؟ ، فقال : تلك حفصة وعائشة قال : فقلت له : والله إن كنت لأريد أن أسألك ، عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال : فلا تفعل ، ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه ، فإن كنت أعلمه أخبرتك . وذكر الحديث.

 

الرابط :

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=66&ayano=4

 

 

 

 


 

 

 

 

 

البغوي – تفسير البغوي سورة التحريم تفسير قوله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه

الجزء : ( 8 ) – رقم الصفحة : ( 165 )

 

إن تتوبا إلى الله ، أي من التعاون على النبي (ص) بالإيذاء ، يخاطب عائشة وحفصة فقد صغت قلوبكما أي زاغت ومالت ، عن الحق وإستوجبتما التوبة.

 

قال إبن زيد : مالت قلوبهما بأن سرهما ما كره رسول الله (ص) من إجتناب جاريته.

 

أخبرنا : عبد الواحد المليحي ، أخبرنا : أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : محمد بن إسماعيل ، حدثنا : أبو اليمان ، أخبرنا : شعيب ، عن الزهري ، أخبرني : عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور ، عن عبد الله بن عباس قال : لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر بن الخطاب ، عن المرأتين من أزواج النبي (ص) اللتين قال الله تعالى لهما : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج وحججت معه وعدل وعدلت معه بإداوة ، فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضا ، فقلت له : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي (ص) اللتان قال الله تعالى لهما : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما؟ ، فقال : واعجباً لك يا إبن عباس هما عائشة وحفصة.

 

ثم إستقبل عمر الحديث يسوقه فقال : إني كنت أنا وجار لي : من الأنصار في بني أمية بن زيد ، وهي من عوالي المدينة ، وكنا نتناوب النـزول على النبي (ص) فينـزل يوماًً وأنـزل يوماًً فإذا نـزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره ، وإذا نـزل فعل مثل ذلك.

 

وكنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار فصخبت على إمرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني فقالت : ولم تنكر أن أراجعك! فوالله إن أزواج النبي (ص) ليراجعنه ، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل ، فأفزعني وقلت : خاب من فعل ذلك منهن.

 

ثم جمعت علي ثيابي فنـزلت فدخلت على حفصة ، فقلت لها : أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي (ص) اليوم حتى الليل؟ ، قالت : نعم فقلت : خبت وخسرت ، أفتأمنين أن يغضب الله تعالى لغضب رسوله فتهلكي لا تستكثري للنبي (ص) ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ، ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي (ص) يريد عائشة.

 

قال عمر : وكنا تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنـزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فرجع إلينا عشاء فضرب بابي ضرباً شديداًًً ، وقال : أثم هو؟ ، ففزعت فخرجت إليه ، فقال : قد حدث اليوم أمر عظيم؟ فقلت : ما هو أجاء غسان! قال : لا بل أعظم منه وأهول ، طلق النبي (ص) نساءه ، فقلت : قد خابت حفصة وخسرت كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون ، فجمعت علي ثيابي وصليت صلاة الفجر مع رسول الله (ص) ، فدخل رسول الله (ص) مشربة فإعتزل فيها فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت : ما يبكيك ألم أكن حذرتك؟ أطلقكن النبي (ص).

 

قالت : لا أدري ها هو ذا معتزل في المشربة ، فجئت إلى المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم ، فجلست معهم قليلاً ثم غلبني ما أجد ، فجئت المشربة التي فيها النبي (ص) فقلت لغلام له أسود : إستأذن لعمر ، فدخل فكلم النبي (ص) ثم رجع فقال : كلمت النبي (ص) فذكرتك له فصمت ، فإنصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ، ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت إلى الغلام فقلت : إستأذن فإستأذن ثم رجع إلي فقال : قد ذكرتك له فصمت فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ، ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام فقلت : إستأذن لعمر ، فإستأذن ثم رجع إلي فقال : قد ذكرتك له فصمت.

 

فلما وليت منصرفاًً قال : إذا الغلام يدعوني فقال : قد إذن لك النبي (ص) فدخلت على رسول الله (ص) فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئاً علي وسادة من أدم حشوها ليف ، فسلمت عليه ، ثم قلت وأنا قائم : يا رسول الله أطلقت نساءك؟ فرفع إلي بصره فقال : لا فقلت : الله أكبر ، ثم قلت وأنا قائم أستأنس : يا رسول الله لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة إذا قوم تغلبهم نساؤهم ، فتبسم رسول الله (ص) ، ثم قلت : يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لها : لا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي (ص) يريد عائشة فتبسم النبي (ص) تبسمة أخرى ، فجلست حين رأيته يبتسم فرفعت بصري في بيته ، فوالله ما رأيت فيه شيئاًً يرد البصر غير أهبة ثلاثة ، فقلت : يا رسول الله إدع الله فليوسع على أمتك فإن فارس والروم قد وسع عليهم وأعطوا من الدنيا وهم لا يعبدون الله.

 

فجلس النبي (ص) وكان متكئاً فقال : أو في هذا أنت يا إبن الخطاب؟ إن أولئك قوم عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا ، فقلت : يا رسول الله إستغفر لي ، فإعتزل النبي (ص) نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعاً وعشرين ليلة ، وكان ، قال : ما أنا بداخل عليهن شهراًً من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله عز وجل.

 

فلما مضت تسع وعشرون ليلة ، دخل على عائشة (ر) فبدأ بها فقالت له عائشة : يا رسول الله إنك كنت أقسمت أن لا تدخل علينا شهراًً وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدها عدا! ، فقال : الشهر تسع وعشرون ، وكان ذلك الشهر تسعاً وعشرين ليلة ، قالت عائشة : ثم أنـزل الله التخيير فبدأ بي أول إمرأة من نسائه ، فأخترته ثم خير نساءه كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة.

 

أخبرنا : عبد الواحد المليحي ، أخبرنا : أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : محمد بن إسماعيل ، حدثنا : أبو اليمان ، أخبرنا : شعيب ، عن الزهري ، أخبرني : أبو سلمة بن عبد الرحمن : أن عائشة زوج النبي (ص) أخبرته : أن رسول الله (ص) جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله (ص) ، فقال : إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك ، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه قالت : ثم قال : إن الله ، قال : يا أيها النبي قل لأزواجك إلى تمام الآيتين ، فقلت : أو في هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.

 

أخبرنا : إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا : عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا : محمد بن عيسى ، حدثنا : إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا : مسلم بن الحجاج ، حدثني : زهير بن حرب ، حدثنا : عمر بن يونس الحنفي ، حدثنا : عكرمة بن عمار ، عن سماك بن زميل ، حدثنا : عبد الله بن عباس ، حدثني : عمر بن الخطاب قال : لما إعتزل النبي (ص) نساءه وذكر الحديث ، وقال : دخلت عليه فقلت : يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبوبكر والمؤمنون معك ، وقلما تكلمت وأحمد الله تعالى بكلام إلاّ رجوت أن الله يصدق قولي الذي أقول ، ونـزلت هذه الآية : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراًًً منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير.

 

قوله : وإن تظاهرا عليه أي تتظاهرا وتتعاونا على آذى النبي (ص) ، قرأ أهل الكوفة بتخفيف الظاء ، والآخرون بتشديدها.

 

الرابط:

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=66&ayano=4

 

 

 

 

 

وقوله : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ، الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه (ص) عائشة وحفصة (ر) ، كانتا سبباًً لتحريم النبي (ص) على نفسه ما يحبه ، فعرض الله عليهما التوبة ، وعاتبهما على ذلك ، وأخبرهما إن قلوبهما قد صغت أي : مالت وإنحرفت عما ينبغي لهن ، من الورع والأدب مع الرسول (ص) وإحترامه ، وأن لا يشققن عليه ، وإن تظاهرا عليه ، أي : تعاونا على ما يشق عليه ، ويستمر هذا الأمر منكن ، فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير أي : الجميع أعوان للرسول ، مظاهرون ، ومن كان هؤلاء أعوانه فهو المنصور ، وغيره ممن يناوئه مخذول ، وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين ، حيث جعل الباري نفسه الكريمة ، وخواص خلقه ، أعواناًً لهذا الرسول الكريم.

 

وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى ، ثم خوفهما أيضاًً ، بحالة تشق على النساء غاية المشقة ، وهو الطلاق ، الذي هو أكبر شيء عليهن ، فقال : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراًًً منكن.

 

عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراًًً منكن ، أي : فلا ترفعن عليه ، فإنه لو طلقكن ، لم يضق عليه الأمر ، ولم يكن مضطراً إليكن ، فإنه سيلقى ويبدله الله أزواجاً خيراًًً منكن ، ديناًً وجمالاً وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد ، ولا يلزم وجوده ، فإنه ما طلقهن ، ولو طلقهن ، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات ، الجامعات بين الإسلام ، وهو القيام بالشرائع الظاهرة ، والإيمان ، وهو : القيام بالشرائع الباطنة ، من العقائد وأعمال القلوب ، القنوت هو دوام الطاعة وإستمرارها تائباًت عما يكرهه الله، فوصفهن بالقيام بما يحبه الله ، والتوبة عما يكرهه الله ، ثيبات وأبكارا ، أي : بعضهن ثيب ، وبعضهن أبكار ، ليتنوع (ص) ، فيما يحب ، فلما سمعن (ر) هذا التخويف والتأديب ، بادرن إلى رضا رسول الله (ص) ، فكان هذا  الوصف منطبقاً عليهن ، فصرن أفضل نساء المؤمنين ، وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله (ص) إلاّ أكمل الأحوال وأعلى الأمور ، فلما إختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دل على أنهن خير النساء وأكملهن.

 

الرابط :

http://www.e-quran.com/saady/saady-s66.html

 


 

تفسير الجلالين ( 7 )

 

إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما * وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين

والملائكة بعد ذلك ظهيرا ، ( التحريم : 4 )

 

إن تتوبا : أي حفصة وعائشة ، إلى الله فقد صغت قلوبكما ، مالت إلى تحريم مارية أي سركما ذلك مع كراهة النبي (ص) له وذلك ذنب وجواب الشرط محذوف أي تقبلا ، وأطلق قلوب على قلبين ولم يعبر به لإستثقال : الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة : وإن تظاهرا ، بإدغام التاء الثانية في الأصل في الظاء وفي قراءة بدونها تتعاونا : عليه أي النبي فيما يكرهه : فإن الله هو ، فصل : مولاه ، ناصره : وجبريل وصالح المؤمنين ، أبوبكر وعمر (ر) معطوف على محل إسم إن فيكونون ناصريه : والملائكة بعد ذلك ، بعد نصر الله والمذكورين : ظهير ظهراء أعوان له في نصره عليكما.

 

الرابط :

http://www.alryyan.com/jlalin/tahrim.htm

 


 

التفسير الميسر ( 8 )

 

إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما * وإن تظاهرا عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين

والملائكة بعد ذلك ظهيرا ، ( التحريم : 4 )

 

– إن ترجعا حفصة وعائشة إلى الله فقد وجد منكما ما يوجب التوبة حيث مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله (ص) ، من إفشاء سره ، وإن تتعاونا عليه بما يسوءه ، فإن الله وليه وناصره ، وجبريل وصالح المؤمنين ، والملائكة بعد نصرة الله أعوان له ونصراء على من يؤذيه ويعاديه : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراًًً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائباًت عإبدأت سائحات ثيبات وأبكارا.

 

عسى ربه إن طلقكن أيتها الزوجات أن يزوجه بدلاً منكن زوجات خاضعات لله بالطاعة ، مؤمنات بالله ورسوله ، مطيعات لله ، راجعات إلى ما يحبه الله من طاعته ، كثيرات العبادة له ، صائمات ، منهن الثيبات ، ومنهن الأبكار.

 

الرابط :

http://www.qurancomplex.org/quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=66&t=moyasar&l=arb&nAya=1