السيوطي
>
عدد الروايات : ( 1 )
جلال الدين السيوطي – حسن المقصد في عمل المولد – الجزء : ( 00 ) – رقم الصفحة : ( 00 )
كتاب فريد في بابه، قام فيه بالتأصيل الشرعي لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بالطاعات وصنوف الخيرات
– وبعد : فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ، ما حكمه من حيث الشرع؟ ، وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا ؟.
– الجواب : عندي أن أصل عمل المولد الذي هو إجتماع الناس ، وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي (ص) ، وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك ، هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي (ص) وإظهار الفرح والإستبشار بمولده الشريف.
وأول من أحدث فعل ذلك صاحب أربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد ، وكان له آثار حسنة ، وهو الذي عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون.
– قال إبن كثير في تاريخه : كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به إحتفالاً هائلاً ، وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه.
قال : وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب إبن دحية مجلداً في المولد النبوي سماه ( التنوير في مولد البشير النذير ) فأجازه على ذلك بألف دينار ، وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة.
– وقال سبط إبن الجوزي في مرآة الزمن : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه عد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس غنم شوي وعشرة آلاف دجاجة ومائة فرس ومائة ألف زبدية وثلاثين ألف صحن حلوى.
قال : وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية فيخلع عليهم ويطلق لهم ، ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم ، وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاث مائة ألف دينار.
– وقال إبن خلكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب إبن دحية : كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء ، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق وإجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي ، فعمل له كتاب ( التنوير في مولد البشير النذير ) ، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار.
قال : وقد سمعناه على السلطان في ستة مجالس في سنة خمس وعشرين وستمائة.
ولمن يرغب متابعة بقية الكتاب فلينتقل لهذا الرابط
الرابط:
http://www.almoslem.net/modules.php?name=News&file=article&sid=27
الحلبي
>
عدد الروايات : ( 2 )
الحلبي – السيرة الحلبية – الجزء : ( 1 ) – رقم الصفحة : ( 136 / 137 )
– وقد وجد القيام عند ذكر إسمه (ص) من عالم الأمة ومقتدى الأئمة ديناً وورعاً الإمام تقي الدين السبكي وتابعه على ذلك مشايخ الإسلام في عصره فقد حكى بعضهم : أن الإمام السبكي إجتمع عنده جمع كثير من علماء عصره فأنشد منشد قول الصرصري في مدحه (ص) :
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب * على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعه * قياماً صفوفاً أو جثياً على الركب
فعند ذلك قام الإمام السبكي (ر) وجميع من في المجلس فحصل أنس كبير بذلك المجلس ويكفى مثل ذلك في الإقتداء.
– وقد قال إبن حجر الهيتمي : والحاصل أن البدعة الحسنة متفق على ندبها وعمل المولد وإجتماع الناس له كذلك أي بدعة حسنة.
– ومن ثم قال الإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي : ومن أحسن ما إبتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده (ص) من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور ، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مشعر بمحبته (ص) وتعظيمه في قلب فاعل ذلك ، وشكر الله على ما من به من إيجاد رسوله (ص) الذي أرسله رحمة للعالمين هذا كلا