طـَلَّـقـتُـكِ يـا دُنيـتَـي بِــثَــلاثَـــةٍ *** وَبِـمـاتَـزَيـنّـتـي فَـلَـسـتُ مُـبـالـيا
لا لـسـت اشـكـو ذا الـزمـان وإنّـه *** بـوح الـفـؤاد إلى الإمـام الـهـاديـا
بـعـد الـتـي قـالت فيا خير الورى *** إن كنت تسمـع صـرخـتـي وندائيا
صُـبَّـت عـلـيَّ مـصـائِـبٌ لـو انـها *** صـبـت عـلـى الايـام صـرن لياليا
فعجبت من هذي الحياة وجورها *** مـا لـلـسـنين وغــدرهــن ومــالي
حتى بـكائي ضـج مـنـه بني الـورى *** فـلـحـيـدر مـنـهُم بـثـثت شكاتي
فـبـنـالي بيت الـحـزن بعد مُحَمَّدٍ *** أُنسي بـه قـد كـان دمـع بــكــائي
مـاكـان لي مـن بـعدها فرح فقد *** أَزّمَعتُ أَن اقـضـي الحياة نـواعـيا
جرح لها في القلب يقطر من دمي *** ولـنـارهـا نـار كَــوَت أَحـشـائـيـا
ودقـقت اطـناب الـرثـاء بـخافقي *** ولـهـا نـضمت من الدموع قوافيا
وَالـيـوم انـعـاهـا وانـدب أَحـمَدً *** والـدَّمـعُ يـهـمِـلُ مِن قَصيِدِ رِثائيا
آهٍ لـمـا قـد مــرَّ فــيــكِ فــإنَّــهُ *** يُـدمـي الـقـلوبَ ومِنهُ قُـدَّ فؤاديا
جـار الـزمـان فـجـاء إبـن صهالك *** بـاب النبي وصــار فـيـه مـنـاديـا
إني ســأحـرق ذي الـديـار بأهلها *** إن لــم يـبـايـعـنـي عَـلـيَّـاً والـيا
فغدى على البيت الذي قد طالما *** قـــد كــان طــه فيه يقرء تـالـيـا
فـي سـورة الـنـور الـتي في آيها *** رفـع الإله البيت فيــهـم عـالـيـا
فـدنـا على بـاب الـبـتول بـدفعة *** عُمَـرُ الـدَّعـيُّ ابنُ الـدَعِـيِّ الـزانـيا
والـيـوم فــد خـرجت علينا فرقة *** نسبوا الدَّعِـيِّ إلى الرسول صحابيا
امَّـا عــلــي الــدر كــان مـقـيـداً *** بـوصـيـة الـمـخار حين تـوصّـيـا
فـلأنـدبـنَّكِ بـالـقـصـائـد إنـني *** ازمـعـت ان انـعـاكِ طـولَ بقائيا
فـكتما جَعَلتِ الجزن بعد مُحَمَّد *** أُنـسـاً جـعلت الحُزن ايضاً أُنسيا
وكما بدمـع العين كان وشاحك *** فـبـدمع عيني فيكِ صار وشاحيا
سـأضـل انـعـاكِ ولـسـت مباليا *** إن جـائـت الـدنـيـا تريد إذائـيـا
سـأضـل انـعـاكِ إلى ان تـعلمي *** انّي بِـحُـبِّـكِ صــادِقٌ مَـتَـفـانـيـا
سـأضـلُّ انـعـاكِ بـدمـع سَـرمّدٍ *** فـكـمـا بِـكِ قد كانَ حـدَرُ ناعيا