روى البلاذري من حديث أبي مخنف بإسناده قال : كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه ، فخطب فقال : لنأخذنّ حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت أنوف أقوام.
وفي رواية البلاذري عن الزهري قال : هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت ، فأرغم الله أنف من رغم. فقال عليّ ـ كما في حديث أبي مخنف السابق ـ إذاً تُمنع من ذلك ويُحال بينك وبينه.
وقال عمّار بن ياسر : أشهد الله أن أنفي أوّل راغم من ذلك.
فقال عثمان : أعليَّ يا بن المتكاءِ تجترئ ؟ خذوه ، فأخذ ودخل عثمان فدعا به فضربه حتى غشي عليه ثمّ أخرج فحمل حتى أتى به منزل أم سلمة زوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يصلّ الظهر والعصر والمغرب ، فلمّا أفاق توضأ وصلّى وقال : الحمد لله ليس هذا أوّل يوم أوذينا فيه في الله
أنساب الأشراف ۱ ق ٤ / ٥۳۷ ـ ٥۳۸ و ٥۸۰ ـ ٥۸۱
كر المحبّ الطبري في الرياض النضرة في الطعن الثاني عشر : « ان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اجتمع منهم خمسون رجلاً من المهاجرين والأنصار فكتبوا أحداث عثمان وما نقموا عليه في كتاب ، وقالوا لعمّار أوصل هذا الكتاب إلى عثمان ليقرأه فلعله يرجع عن هذا الّذي ينكر ، وخوّفوه فيه بأنّه إن لم يرجع خلعوه واستبدلوا غيره.
قالوا : فلمّا قرأ عثمان الكتاب طرحه ، فقال له عمّار : لا ترم بالكتاب وانظر فيه فإنه كتاب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا والله ناصح لك وخائف عليك ، فقال : كذبت يا بن سميّة ، وأمر غلمانه فضربوه حتى وقع لجنبه وأغمي عليه وزعموا انّه قام بنفسه فوطأ بطنه ومذاكيره حتى أصابه الفتق وأغمي عليه أربع صلوات ، فقضاها بعد الأفاقة واتخذ لنفسه تبّاناً تحت ثيابه ، وهو أوّل من لبس التبّان لأجل الفتق ، فغضب لذلك بنو مخزوم وقالوا والله لئن مات عمّار من هذا لنقتلن من بني أمية شيخاً عظيماً يعنون عثمان ، ثمّ أن عمّاراً لزم بيته إلى أن كان من الفتنة ما كان
الرياض النضرة ۲ / ۱٤۰