بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
طلاق عائشة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد ألامام علي عليه السلام
المصدر / كتاب ابن الفتوح لـ أبن الاعثم الجزء الاول صفحه 483 – 484
الطبعه الاولى / 1991 م – 1411 هـ
دار الأضواء
باب / ذكر دخول عليّ على عائشة وما جرى بينهم من الكلام حين أمرها بالأنصراف الى المدينة
قال : فدعا عليّ ببغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوى عليها , وأقبل إلى منزل عائشة , ثم استأذن ودخل , فإذا عائشة جالسة وحولها نسوة من نساء أهل البصرة وهي تبكي وهن يبكين معها , قال : ونظرت صفية بنت الحارث الثقفية امرأة عبد الله بن خلف الخزاعي إلى عليّ , فصاحت هي ومن كان معها من النسوة وقلن بأجمعهن : يا قاتل الأحبة يا مفرق بين الجميع أيتم الله منك بنيك كما أيتمت ولد عبد الله بن خلف ! فنظر إليها علي فعرفها فقال : أما اني لا ألومك أن تبغضيني وقد قتلتُ جدك في يوم بدر , فقتلتُ عمك يوم أُحد , وقتلت زوجك الآن , ولو كنت قاتل الأحبة كما تقولين لقتلت من في هذا البيت ومن في هذة الدار , قال : فأقبل عليّ على عائشة فقال : ألا تنحين كلابك هؤلاء عني , أما انني قد هممت أن أفتح باب هذا البيت فأ قتل من فيه , ولولا حبي للعافية لأخرجتهم الساعة فضربتُ أعناقهم صبرا , قال : فسكتت عائشة وسكتت النسوة فلم تنطق واحدة منهن . قال : ثم أقبل على عائشة فجعل يوبخها
ويقول : أمرك الله أن تقري في بيتك وتحتجبي بسترك ولاتبرجي, فعصيته وخضت الدماء تقاتليني ظالمة وتحرضين عليّ الناس, وبما شرفك الله وشرف آباءَك من قبلك وسماك أم المؤمنين وضرب عليك الحجاب قومي الآن فارحلي واختفي في الموضع الذي خلفك فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أن يأتيك فيه أجلك , ثم قام عليّ فخرج من عندها
قال : فلما كان من الغد بعث إليها ابنه الحسن , فجاء الحسن فقال لها : يقول لك أمير المؤمنين : (( أما والذي خلق الحبة وبراء النسمة ! لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن عليك بما تعملين )) , قال : وعائشة في وقتها ذلك قد ضفرت قرنها الأيمن وهي تريد أن تضفر الأيسر , فلما قال الحسن ما قال وثبت من ساعتها وقالت : رحلوني ! فقالت لها امرأة من المهالبة : يا أم المؤمنين ! جاءك عبد الله بن عباس فسمعناك وأنت تجاوبيه حتى علا صوتك ثم خرج من عندك وهو مغضب , ثم جاءك الآن هذا الغلام برسالة أبيه فأقلقك وقد كان أبوه جاءك فلم نر منك هذا القلق والجزع ! فقالت عائشة : أنما أقلقني لأنه ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فمن أحب أن ينظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلينظر إلى هذا الغلام , وبعد فقد بعث إليّ أبوه بما قد علمت ولابد من الرحيل , فقالت لها المرأة : سألتك بالله وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) إلا أخبرتني بماذا بعث إليك عليّ رضي الله عنه , فقالت عائشة : ويحك ! إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصاب من مغازيه نفلا فجعل يقسّم ذلك في أصحابه , فسألناه أن يعطينا منه شيئاً وألححنا عليه في ذلك , فلامنا علي رضي الله عنه وقال : حسبكن أضجرتن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتجمناه وأغلضنا له في القول . فقال : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن } فأغلضنا له أيضاً في القول وتهجمناه فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم) من ذلك وما استقبلنا به علياً , فأقبل عليه ثم قال : يا علي ! إني قد جعلت طلاقهن إليك فمن طلقها منهن فهي بائنة , ولم يوقت النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذلك وقتاً في حياة ولا موت , فهي تلك الكلمة وأخاف أن أبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم