(الحديث الأول) «حديث انس بن مالك»
(1) «مارواه السدّي عن انس»
* روى الحافظ الترمذي المتوفي سنة 279 هـ في «صحيحه»(1) باسناده عن السدّي ، عن انس بن مالك قال :
كان عند النبي (صلى الله عليه وآله) طير فقال : اللهم ائتني بأحَبّ خلقك اليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه .
صورة أخرى :
* روى العلامة النسائي المتوفي سنة 303 هـ في كتابه (الخصائص)(2) قال : باسناده عن السدّي ، عن أنس بن مالك قال :
ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان عنده طائر فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أبو بكر فردّه ، ثم جاء عمر فردّه ، ثم جاء علي فأذن له(3).
(2) «مارواه عبدالملك بن عمير عن انس»
* روى العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب»(4) قال : باسناده عن عبد الملك بن عمير ، عن انس قال :
أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) طائر فوضع بين يديه ، فقال : اَللّهُم ائتني باَحب خلقك اليك يأكل معي ، فجاء علي فدَق الباب ، فقلت : مَن ذا ؟ فقال : انا علي ، فقلت : اِن النبي(صلى الله عليه وآله) على حاجة ، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجيء ، قال : فضَرب الباب برجله فدخل ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ما حبسَك ؟ قال : جئتُ ثلاث مرات كل ذلك يقول : النبي (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ما حملك على ذلك ؟ قال :
قلت : كنتُ أحب ان يكون رجلا من قومي . هكذا رواه الحافظ في تاريخه وطرقه عن جماعة من الصحابة والتابعين(5).
(3) «مارواه يحيى بن سعيد عن أنس»
* روى الحاكم أبو عبدالله النيسابوري المتوفي سنة 405 هـ في «المستدرك»(6) باسناده عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
كنت اخدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقدم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فرخ مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، قال : فقلت : اللهم اجعله رجلا من الانصار ، فجاء علي رضي الله عنه ، فقلت : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، ثم جاء ، فقلت : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، ثم جاء ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : افتح فدَخَلَ ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما حبسك يا علي ؟ فقال : اِنَّ هذه آخر ثلاث كرّات يردّني أنس يزعم انك على حاجة ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله : سمعتُ دعاءك فأحببَت ان يكون رجلا من قومي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اِن الرجل قد يحب قومه . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه(7).
(4) «مارواه عبد الأعلى التغلبي عن انس»
* روى العلامة الموفق بن احمد الخوارزمي في «مقتل الحسين»(8) قال : باسناده أخبرنا عبد الأعلى التغلبي عن أنس قال :
اتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطائر فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، فقرع الباب ، فقلت : اللهم اجعَلهُ رجلا من الأنصار ، فاذا هو علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقلت : سبحان الله سَأل نبي الله رَّبه ان يأتيه بأحبِ خلَقه اليه قال : ففتحت الباب فلما دخل مسحَ رسول الله وجهه ، ثم مسَحَهُ رسول الله بوجه علي ، ثم مسح وجه علي فمسَحَهُ بوجهه ، فعل ذلك ثلاث مرات ، فبكى علي ثم قال : ما هذا يا رسول الله ؟
فقال : ولمَ لا أفعل بك وأنتَ تسمع صوتي ، وتؤدي عني ، وتبيِّن لهم ما اختلَفَوا فيه من بعدي ، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اللهم اني سألتُكَ انْ تَأتيني بأحبِ خَلقك اليك يَأكل معي من هذا الطير فجِئتَ به ، اللهم وانه اَحَبُّ خلقك اِلي .
اخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمأة وعشرين اسناداً ، وقال ابو عبدالله الحافظ : صَحَّ حديث الطير وان لم يُخرجاه ـ يعني البخاري ومُسلماً .
(5) «مارواه أحمد الطويل عن أنس»
* روى الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي المتوفي سنة 483 هـ في كتابه «مناقب امير المؤمنين»(9) قال : باسناده حدثنا احمد الطويل عن أنس بن مالك قال :
اهدي الى النبي بخامة فقال : اللهم ابعث الي احب خلقك والى نبيك يأكُل معنا من هذه المائدة ، قال : فأتى علي فقال : يا أنس استأذن لي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت : النبي عنك مشغول ، فرجع علي ولم يلبث فقال : ارجع استأذن لي على رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقلت : النبي عنك مشغول ، فرجع علي ، ولم يلبث ثم جاء علي ، فهمَمت ان اقول مثل قولي الأوّل والثاني ، سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من داخل الحجرة كلام علي فقال : ادخل يا ابا الحسن مَا الذي أبطأَ بكَ عني ، قال : قد جئتُ يا رسول الله مرّتين وهذه الثالثة كلٌّ ذلك يردّني انس يقول : النبي عنك مشغول ، فقال : يا انس ما حملَكَ على هذا ؟ فقلت : يا رسول الله سمِعتُ الدَعوة فأحببتُ ان يكون رجُلا من قومي ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : كل يحب قومه يا انس(10).
(6) «مارواه نعيم بن سالم عن أنس»
* وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي في «مناقب أمير المؤمنين»(11) باسناده عن عيسى بن مجاور الجوهري قال : قال لي نعيم بن سالم بن قنبر ولقيه سنة تسعين ومأة وقال ابن نعيم لي اثنتا عشر ومأة سنة قال أنس بن مالك :
اُهدي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طيرٌ مشوي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اللهُم ايتني بأحبِ خَلقك اليك ، أو بمن تحبهُ ، الشك من عيسى بن مساور الجوهري ، فجاءَ علي فردَدتهُ ، فدخل في الثالثة ، وفي الرابعة ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : ما حبَسَكَ عني ، أو ما أبطَأَكَ عني يا علي ، قال : جئتُ فرَدَّني أنَس ، ثم جئتُ فردَّني أنَس ، قال لي : يا أنَس ما حملك على ما سمعت ؟ فقال : رجَوتُ اَنْ يكون رجلا من الأنصار ، فقال لي : او في الانصار خيرٌ من علي ؟ او في الانصار أفضل من علي ؟
ورواه أيضاً بطريقين آخرين عن نعيم بن سالم(12).
(7) «مارواه ابو النهدي عن أنَس»
* روى الحافظ أبو بكر البغدادي المتوفي سنة 463 هـ في «تاريخ بغداد»(13) روى باسناده عن ابي النهدي عن أنس قال :
اتي النبي (صلى الله عليه وآله) بطائر فقال : «اللهُم آتني بأحَبِ خلقك اِليكَ يأكل معي» فجاء علي فحجَبته مرَّتين ، فجاءَ في الثالثة ، فأذنت له ، فقال : يا علي ماحبَسَك ؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال : لِمَ يا أنس ؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله فأحَببت أن يكون رجلا من قومي(14).
(8) «حديث عبدالله بن أنس عنه»
* روى العلامة ابن كثير الشامي الدمشقي في «البداية والنهاية»(15) باسناده عن عبدالله بن أنس ، عن أنَس بن مالك قال :
اهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حجل مشوي بخبزه وضيافه ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اللهُم ائتني بأحبِ خلقك اليك يَأكل مَعي منْ هذا الطعام ، فقالت عائشة : اللهمُ اجعله ابي ! وقالت حفصة : اللهُم اجعَلهُ ابي ! وقال أنس : وقلت : اللهم اجعَلهُ سَعد بن عبادة قال أنَس : فسَمعتُ حركة بالباب فقلت : اِن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، فانصرف ، ثم سمعت حركة بالباب فخرَجت فاذا علي بالباب ، فقلت : اِنَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، فانصرف ، ثم سمعت حَركة بالباب فسَلّم علي فسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوته فقال : انظر من هذا ؟ فخرَجتُ فاذا هو علي ، فجئت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)فأخبرَتهُ ، فقال : اِئذن له يدخل عَلَي فأذِنت له فدخل ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
اللهم واليّ اللهم واليّ(16).
(التاسع) «حديث ثابت البناني عن أنَس»
* روى الحاكم أبو عبدالله النيشابوري المتوفي سنة 405 هـ في «المستدرك»(17) باسناده عن ثابت البناني :
اَن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكياً فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا علياً رضي الله عنه ، فتنقصه محمد بن الحجاج فقال أنس : من هذا اقعدوني ، فاقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج اَلا اراك تنقص علي بن ابي طالب ، والذي بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) بالحَقّ ، لقد كنت خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين يديه ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) غلامٌ من أبناء الأنصار فكان ذلك اليوم يومي فجاءت اُمّ ايمن مَولاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطير ، فوضَعته بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا اُمّ ايمن ، ما هذا الطائر ؟
قالت : هذا الطائر أصبَتهُ فصَنَعتُه لك ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اَللّهُم جئني باحبِ خَلقكَ اِليكَ والي يأكل معي من هذا الطائر ، وضُرِبَ الباب ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا أنس انظر مَن على الباب ، قلت : اللّهُم اجعَلهُ رجُلا من الانصار ، فذهبتُ فاذا علي بالباب ، قلت : اِن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، فجئتُ حتى قمتُ مقامي ، فلم اَلبث اَنْ ضُرِبَ الباب فقال : يا أنس انظر من على الباب ، فقلتُ : اللهُم اجعَلهُ رجُلا من الانصار ، فذهبتُ فاذا علي بالباب ، قلت : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة، فجئتُ حتى قُمتُ مقامي فلم ألبثت اَن ضُرِبَ الباب ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا أنَس اذهب فادخله ، فلَستُ بأوّل رجل أحب قومه ، ليسَ هو من الانصار ، فذهبت فأدخلته ، فقال : يا أنَس قرِّب الي الطير ، قال : فوضعتُه بين يدَي رسول الله (صلى الله عليه وآله)فأكلا جميعاً ، قال محمد بن الحجاج : يا أنَس كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم ، قال : اُعطي بالله عَهداً ان لا انتقص علياً بعد مقامي هذا ، ولا أعلمُ أحداً ينتَقصُه اِلا اشنت له وجهه(18).
(10) «حديث دينار خادم أنس عنه»
* رواه العلامة السهمي في «تاريخ الجرجان» (ص134 ط حيدر آباد) عن ابي مكيس يعني دينار.
* والحافظ أبوبكر البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج8 ص382 ح4489 ط السعادة بمصر) .
* والعلامة شمس الدين الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص329) .
(11) «حديث اسماعيل بن ابي المغيرة عن أنَس»
* روى العلامة ابن المغازلي في كتابه «المناقب»(19) قال : باسناده عن اسماعيل بن أبي المغيرة ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أطيار فقسمها بين نسائه فاصاب كل امرأة منهن ثلاثة ، فأصبح عند بعض نسائه قطاتان فبعثت بهما الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك اليك والى رسولك يأكل معي من هذا الطعام ـ الخ(20).
(12) «حديث عمران الطائي عن أنس»
* روى الحافظ السمعاني النيسابوري في «الرسالة القوامية في مناقب الصحابة» (احقاق ج5 ص338) عن عمران الطائي عن أنس مختصراً . والحافظ شمس الدين بن قايماز الذهبي في «ميزان الأعتدال» (ج3 ص280 ط القاهرة) . والجاحظ في «العثمانية» (ص134 و149 ط دار الكتب بمصر) .
(13) «حديث عثمان الطويل عن أنس»
* روى الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق»(21) باسناده عن عثمان الطويل ، عن أنس بن مالك قال :
اهدي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طائر كان يُعجبه أكله ، فقال : اللهُم ائتني بأحب خلقك اليكَ يَأكل معي ، فجاء علي فقال : استأذن لي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقلت : ما عليه اذن ، وكنتُ احب أن يكون رجلٌ من الانصار ، فذهَبَ ثم رجع فقال : استأذن لي عليه ، فسمع النبي (صلى الله عليه وآله) كلامه ، فقال : ادخل يا علي ، ثم قال : اللهم والي اللهم والي(22).
(14) «حديث زبير بن عدي عن أنس»
* روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي في «مناقب أمير المؤمنين»(23) باسناده عن الزبير بن عدي ، عن أنس قال:
أهدي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طير مشوي فلما وضع بين يديه قال : اللهم ايتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، قال : فقلتُ في نفسي : اللهُم اجعله رجُلا من الانصار ، قال : فجاء علي فقرع الباب قرعاً خفيفاً ، فقلت : مَن هذا ؟ قال : علي ، فقلت : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة فانصرف ، قال : فرجعت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله)وهو يقول الثانية : اللهُم ائتني بأحبِ خلقك اليك يأكل معي هذا الطير ، فقلت في نفسي : اللهُم اجعله رجلا من الانصار ، فجاء علي فقرعَ الباب فقلت : اَلَم أخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ؟ فانصرف ، قال : فرجعت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول الثالثة : اللّهُم اِئتني بأحب الخلق اليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي فضربَ الباب ضَرباً شديداً ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : افتح افتح افتح ، قال : فلما نظر اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : اللهم والي اللهم والي ، قال : فجلس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)فأكل معه الطير(24).
(15) «حديث ميمون أبي خلف عن أنَس»
? رواه ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج7 ص351 ط حيدر آباد) . والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص118 ط بيروت) بطريقين عن ميمون .
(16) «حديث خالد بن عبيد عن أنس»
* روى العلامة ابن المغازلي الشافعي في «مناقب أمير المؤمنين»(25) باسناده عن خالد بن عبيد قال ، قال أنس بن مالك :
بينا أنا ذات يوم بباب النبي (صلى الله عليه وآله) ، اِذ جاءه رجل بطبق مغطى ، فقال : هل من اذن ؟ فقلت : نعم ، فوضع الطبق بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه طائر مشوي ، فقال : اُحِبُّ ان تملأ بطنك يا رسول الله ، قال : غَطِّ عليه ، ثم شال يديه فقال : اللهم ادخل عَلَي أحبّ خلقك اليك ينازعني هذا الطعام ، قال أنس : لما سمعت هذا قلت: اللهُم اجعل هذه الدعوة في رجل من الانصار ، فخرجت اتشرف هل من أنصاري ثلاثاً ، فبينا أنا كذلك ، اذ دخل علي فقال : هل من اذن ؟ فقلت : لا ، ولم يحملني على ذلك الا الحسد ، فانصرف فجعلت انظر يميناً وشمالا ، هل من أنصاري ولا أجدُ أحداً ، ثم عاد علي فقال : هل من أذن ؟ فقلت : لا ثم انصرف ، فنظَرتُ يميناً وشمالا ولا أنصاري ، اذ عاد علي فقال : هَل من اذن ؟ اذ نادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان ائذن له ، قال : فدخل علي فجعل ينازع النبي (صلى الله عليه وآله) فيومئِذ ثبتت مودة علي (عليه السلام) في قلبي .
(17) «حديث عطاء عن أنس»
* روى الحافظ ابو بكر البغدادي في «تاريخ بغداد»(26) باسناده عن عطاء ، عن أنس بن مالك ، قال :
أتي النبي (صلى الله عليه وآله) بطائر فقال : «اللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء علي بن ابي طالب فدَق الباب .. الحديث(27).
(18) «حديث عمر بن علي بن أبي طالب عن أنس»
* روى العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب»(28) قال : باسناده عن عمر بن علي بن ابي طالب (عن انس) قال :
أهدي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طير يقال له الحبارى ، وكان أنس بن مالك يحجبه فلما وضع بين يديه ، قال : اَللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، قال أنس : اريد ان يأكله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحده ، فجاء علي فقلت : رسول الله نائم ، ثم قال : فرفع يده ثانية وقال : اَللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي ، فقلت : رسول الله نائم ، قال : فرَفَع يده الثالثة ، فقال : اَللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، قال أنس : كم اردّ على رسول الله عَزّوجَلّ ، ادخل فلما رآه قال : اللهم والي ، قال : فأكلا جميعاً ، قال أنس فخرج فتبعته فقلت : استغفر لي يا أبا الحسن فان لي اليك ذنباً ولك عندي بشارة ، فأخبرته بما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه وغفر لي ذنبي عنده ببشارتي ايّاه ، وروى من وجه آخر وفيه ردّ الشمس عليه ، ذكرته في فصل ردّ الشمس ورواه عبدالله بن عباس ، وأبو سعيد الخدري ، ويعلى بن مرة الثقفي كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، ومن الرواة عدّة كثيرة من كبار التابعين المتفق على ثقتهم وعدالتهم المخرج حديثهم في الصحاح ممن لا ارتياب في واحد منهم ، والحديث مشهور وبالصحة مذكور .
(19) «حديث ابراهيم عن أنس»
* روى العلامة ابن الاثير المتوفي سنة 630 هـ في «اُسد الغابة»(29) باسناده عن ابراهيم عن أنس قال :
اهديَ الى النبي (صلى الله عليه وآله) طير فقال : اَللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك ، فجاء علي فأكل معه .
(20) «حديث اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة عن أنس»
* روى الحافظ ابو نعيم المتوفي سنة 430 هـ في «حلية الاولياء»(30) قال : باسناده عن اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة عن أنس قال :
بعَثتني ام سليم الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير ، فأتيته به فوضعته بين يديه ، فقال : يا أنس ادعُ لنا مَن يأكل معنا من هذا الطير اللهُم آتنا بخير خلقك فخرجتُ فلم تكن لي همة الا رجل من أهلي آتيه فأدعوه ، فأذا أنا بعلي بن ابي طالب فدخلت ، فقال : أما وجدت أحداً ؟ قلت : لا ، قال : انظر فنظرتُ فلم أجد أحداً الا علياً ، ففعلت ذلك ثلاث مرات ثم خرجت فرجعت ، فقلت : هذا علي بن ابي طالب يا رسول الله ، فقال : ائذن له اللهم والي ، وجعل يقول ذلك بيده وأشار بيده اليمنى يحرِّكها .
(21) «حديث عبدالله بن سليمان عن أنس»
* رواه الفقيه ابن المغازلي في «المناقب» (ص161 ـ 173 ط طهران)
(22) «حديث عبدالله القشيري عن أنس»
* روى العلامة حسام الدين الهندي في «منتخب كنز العمال»(31) وفي «كنز العمال»(32) باسناده عن عبدالله القشيري قال : حدّثني أنس بن مالك قال :
كنت أحجُب النبي (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول : اللهم أطعمنا من طعام الجنة فأتي بلحم مشوي فوضع بين يديه فقال : اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك ، ويحب نبيّك ويحبه نبيّك ، قال أنس: فخرجتُ فاذا علي بالباب فاستأذن فلم أذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي (صلى الله عليه وآله) فخرجت فاذا علي بالباب فاستأذن فلم أذن له ، أحسَبُ انه قال ثلاثاً ، فدخل بغير اذني ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ما الذي ابطَأَ بك يا علي ؟ قال : يا رسول الله جئت لادخل فحجَبَني أنس ، قال : يا أنس لم حجبته ؟ قال : يا رسول الله لما سمعت الدعوة أحببت ان يجيء رجل من قومي فتكون له ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : لا يضر الرجل محبة قومه مالم يبغض سواهم .
(23) «حديث يعلى بن مرة عن أنس»
* روى الحافظ أبو بكر البغدادي في «تاريخ بغداد»(33) قال : بأسناده عن عمر بن عبدالله بن يعلى بن مرة عن ابيه ، عن جدّه ، عن أنس بن مالك قالا :
اُهدي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) طير ، مانراه اِلا حبارى ، فقال : اللهم ابعث الي احب اصحابي اليك يواكلني هذا الطير ـ وذكر الحديث .
(24) «حديث الحسن البصري عن أنس»
* رواه ابن الاثير في «اُسد الغابة» (ج4 ص30 ط مصر سنة 1285) . وابن كثير في «البداية والنهاية» (ج7 ص351 ط حيدر آباد) . والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص115 ط بيروت).
(25) «حديث مسلم بن عبدالله»
* روى عنه ابن المغازلي في «المناقب» (ص173 ح213 ط طهران)
(26) «حديث اسماعيل بن الازرق عن أنس»
* رواه الخوارزمي في «المناقب» (ص68 ط تبريز) باسناده عن اسماعيل بن الازرق عن أنس بن مالك .
(27) «حديث عبد العزيز بن زياد عن أنس»
* روى العلامة أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير الشامي الدمشقي في «البداية والنهاية»(34) باسناده عن عبد العزيز بن زياد :
أن الحجاج بن يوسف : دعا أنس بن مالك من البصرة ، فسأله عن علي بن ابي طالب فقال : أهدي للنبي (صلى الله عليه وآله) طائر ، فأمرَ به فطبخ وصنع فقال : ائتني بأحب الخلق الي يأكل معي ـ فذكر الحديث(35).
(28) «حديث عبد المطلب بن ابي سليمان عن أنس»
* روى الفقيه ابن المغازلي في «المناقب»(36) عن عبدالملك بن أبي سليمان عن أنس بن مالك قال :
دخلت على محمد بن الحجاج فقال : يا أبا حمزة حدّثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديثاً ليس بينك وبينه فيه أحد ، فقلت : تحدّثوا فاِن الحديث شجون يجر بعضه بعضاً ، فذكر أنس حديثاً عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال له محمد ابن الحجاج : أعن أبي تراب تحدّثنا ؟ دعنا من أبي تراب ! . فغضب أنس وقال : ألعلي ((عليه السلام)) تقول هذا ، أما والله اِذ قلت هذا فلاُحدّثنك حديثاً فيه سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)ليس بيني وبينه أحد ، اهدي الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعاقيب فأكل منها وفضلت فضلة وشيء من خبز ، فلما أصبح اتيته به ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «اَللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء رجل فضرب البابَ ، فرجوت أن يكون رجلا من الانصار ، فاذا بعلي ـ الحديث .
* اقول وقد مر حديث مشابه في الرقم (9) فراجع .
(29) «حديث مسلم بن كيسان عن أنس»
* روى عنه العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص168) . والخطيب البغدادي في كتابه «موضح اوهام الجمع والتفريق» (ج2 ص398 ط حيدر آباد الدكن).
(30) «حديث يونس بن كيسان عن أنس»
* روى عنه العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص168) .
(31) «حديث سعيد بن المسيب عن أنس»
* روى العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية»(37) باسناده عن سعيد بن المسيّب ، عن أنس بن مالك قال :
أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) طيرٌ مشوي فقال : اللهُم اِئتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير ـ فذكر الحديث(38).
(32) «مارواه قتادة عن أنس»
* روى عنه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في «مناقب أمير المؤمنين» (ص168 ط طهران)
* ورواه ايضاً العلامة ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج7 ص351 ط حيدر آباد)
(33) «مارواه نافع عن أنَس»
* روى عنه الفقيه ابن المغازلي في «المناقب» (ص167 ح198 وص173 ح210) من طريقين .
(34) «مارواه محمد بن يونس عن أنَس»
* روى عنه العلامة ابن المغازلي عن محمد بن يونس عن أنَس قال : أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله)طير مشوي فوضع بين يديه فقال : اللهم ادَخِل علي من تحبه وأحبه ، فجاء علي .. الحديث(39).
(35) «حديث مسلم الملائي عن أنَس»
* روى الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق»(40) قال : باسناده عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك قال :
أهدَت أُم أيمن الى النبي (صلى الله عليه وآله) طيراً مشويّاً ، فقال : اللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير ، قال أنَس : فجاء علي فاستأذن فسمع النبي (صلى الله عليه وآله) صوته فقال : ائذن له ، فدخل وهو موضوعٌ بين يديه فأكل منه وحمد الله .
(36) «حديث يوسف بن ابراهيم عن أنَس»
* روى عنه الفقيه ابن المغازلي في «المناقب» عن أنَس قال : دخلت على محمد بن الحجاج وقد مرّ في الحديثين (9 و28) .
(37) «حديث جعفر السباك عن أنس»
* روى عنه الفقيه ابن المغازلي باسناده عن جعفر السباك عن أنَس بن مالك ، قال :
أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) طائر مشوي أهدَتهُ له امرأة من الانصار ، فدخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) فوضَعت ذلك بين يديه ، فقال : اللهم ادَخِل عَلَي أحب خلقك اليك من الأوّلين والآخرين ليأكل معي من هذا الطائر ـ الى ان قال ـ فلما جاء الثالثة قال رسول الله : قم فافتح الباب لعلي فقمت ففتحت الباب فأكل معه فكانت الدعوة له(41).
(38) «ما رواه أبو الخليل عائذ بن شريح عن أنَس»
* روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج2 ص304 ـ احقاق ج5 ص357) .
(39) «حديث ثمامة عن أنَس»
* روى عنه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص110 ط بيروت) .
(40) «حديث عمرو بن دينار عن أنَس»
* روى عنه المولى علي المتقي الهندي في «كنز العمال» (ج15 ص147 ط حيدر آباد الدكن) .
(41) «حديث الحكم بن محمد بن سليم عن أنَس»
* روى عنه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص124 ط بيروت) .
(42) «مارواه أبو الهندي عن أنس»
* روى عنه مختصراً العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص166) . والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص122 ط بيروت) بثلاثة طرق .
(43) «حديث ابي حذيفة العقيلي عن أنَس»
* روى عنه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص132 ط بيروت) .
(44) «حديث يغنم بن سالم عن أنَس»
* روى عنه العلامة ابن المغازلي في «المناقب» (ص164 و165) بطريقين .
(الحديث الثاني) «حديث آخر عن أنس»
* روى العلامة محب الدين الطبري في «ذخائر العقبى»(42) قال : وأخرج الامام أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار وقال عن أنس بن مالك : قدّمت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) طيراً ، فسمّى وأكل لقمة ثم قال : اللهم ائتني بأحب الخلق اليك والي ، فأتى علي فضرب الباب ، فقلت : مَن أنت ؟ قال : علي ، فقلت : اِن رسول الله (صلى الله عليه وآله)على حاجة ، ثم اكل لقمة ، وقال مثل الاولى ، فضرب علي ، فقلت من أنت ؟ قال : علي ، قلت : اِن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل ذلك ، قال : فضرب علي ورفع صوته ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا أنس افتح الباب ، قال : فدخل ، فلمّا رآه النبي (صلى الله عليه وآله)تَبَسَّم ثم قال : الحمدُ لله الذي جعلك فاني أدعوا في كل لقمة ان يأتيني بأحَب الخلق اليه والي فكنت انت ، قال : والذي بعثك اِني لاضرب الباب ثلاث مرات ، ويردّني أنس ، قال ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لم رددته ، قلت : كنت أحب معه رجلا من الانصار ، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : ما يلام الرجل على حب قومه(43).
(الحديث الثالث) «حديث أمير المؤمنين
علي (عليه السلام)»
* روى الحافظ ابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية»(44) قال : وروى باسناده عن علي (عليه السلام) قال :
اهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) طير يقال له الحبارى فوضعت بين يديه ، وكان أنس بن مالك يحجبه فرفع النبي (صلى الله عليه وآله) يده الى الله ثم قال : اَللَّهُم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي هذا الطير . قال : فجاء علي فاستأذن فقال له أنس : اِن رسول الله يعني على حاجته فرجع ، ثم أعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدعاء فرجع ، ثم دعا الثالثة فجاء علي فأدخله ، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : اللهم واليّ فأكل معه فلمّا اكل رسول الله وخرج علي قال أنس : فقلت : يا أبا الحسن استغفرلي ، فاِن لي ذنب وان عندي بشارة ، فأخبرته بما كان من النبي (صلى الله عليه وآله) ـ الحديث(45).
(الحديث الرابع) «حديث سفينة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)»
* روى العلامة الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب»(46) قال : باسناده عن سفينة وكان خادماً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) قال :
أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) طوائر ، قال : فرفعت له اُمّ أيمن بعضها فلما أصبح اتته بها فقال : ماهذا اُمّ أيمن ؟ فقالت : هذا بعض ما أهدى لك أمس ، قال : أولم أنَهِكِ أن ترفعي لاحد أو لغد طعاماً أن لكل غد رزقه !
ثم قال : اللهم ادخل لي أحب خلقك يَأكل معي من هذا الطائر ، فدخل علي فقال : اللهم والي .
قلت : رواه المحاملي في «أماليه» (ج9) كما أخرجناه سواء(47).
(الحديث الخامس) «حديث ابن عباس»
* روى الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق»(48) قال : باسناده عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن ابيه عن جدّه ابن عباس قال :
اتي النبي (صلى الله عليه وآله) بطائر فقال : اللهم ائتني برجل يحبه الله ورسوله ، فجاء علي (عليه السلام)فقال : اللهم والي(49).
(الحديث السادس)«مناشدة علي(عليه السلام) بحديث الطير»
* روى العلامة ابو جعفر الطبري باسناده عن طريق العامة عن أبي أسحاق ، عن ابي الطفيل قال :
كنت في البيت يوم الشورى فسمعت علياً (عليه السلام) يقول :
أنشدُكم الله جميعاً أفيكم أحد صَلى القبلتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم الله جميعاً هل فيكم أحَدٌ وَحّد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم الله جميعاً هل فيكم أحد أخو رسول الله(صلى الله عليه وآله) غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : انشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له أخ مثل أخي جعفر ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيّدي شباب أهل الجنة ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فانشدكم الله هل فيكم أحَدٌ ناجاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقدّم بين يَدَي نجواه صَدقه غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) مَن كُنتُ موَلاه فَعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه غيري ؟ قال : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم الله ، هل فيكم أحدٌ أتى النبي (صلى الله عليه وآله) بطير فقال : اَللّهُم ائتني بأحب خلقِكَ اليك يأكل معي من هذا الطائر ، فدخلتُ فلم يأكل معه أحَدٌ غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
فقال : اَللّهُم اشهدَ(50).
(الحديث السابع)«مناشدة علي(عليه السلام)بصورة اخرى»
* روى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» باسناده عن أبان بن تغلب ، عن عامر بن وائلة قال :
كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت فسمعته يقول :
أستُخْلِفَ أبو بكر وأنا في نفسي أحَقُّ بها منه فسمعتُ وأطعت ، وأستُخلف عمر وأنا في نفسي أحقِّ بها منه فسَمعتُ وأطعت ، وانتم تُريدون ان تَستخلفوا عثمان ؟ ! اِذاً لا أسمع ولا أطيع.
جعل عمر في خمسة أنا سادسهم لا يعرف لهم فضل ، أما والله لاحاجَنّهم بخصال لا يستطيع عربيّهم ولا عجميهم ، المعاهد منهم والمشرك ان ينكر منها خصلة :
أنشدكم بالله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحَدٌّ له عمّ مثل عمي حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله غيري ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحَدٌ له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحَدٌ له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء الامة غيري ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الامة ابني رسول الله(صلى الله عليه وآله) غيري ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحَد قتل مشركي قريش قبلي ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحَدٌّ رُدت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم أحَد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قرب اليه الطير فأعجبه : «اللهم ائتني بأحبِ خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير» فجئت وأنا أعلم ما كان من قول النبي(صلى الله عليه وآله) فدخلت ، قال : والي يا رب ، والي يا رب ، غيري ؟ قالوا : لا(51).
ثم قال : هكذا رواه الحاكم في كتابه بجميع طرقه حديث الطير وناهيك به راوياً(52).
(الحديث الثامن) «ماروي عن جابر بن عبدالله الانصاري»
* روى الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» باسناده عن جابر بن عبدالله الانصاري قال :
صنعت امرأة من الانصار لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعة أرغفة ، وذَبَحت له دجاجة فطبختها فقدمته بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) .
فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى أبي بكر وعمر فأتياه ، ثم رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يديه الى السماء ثم قال : اللهُم سُق الينا رجلا رابعاً مُحبّاً لك ولرسولك تحبه ، اللهم انت ورسولك فيشركنا في طعامنا وبارك لنا فيه .
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اللهم اجعله علي بن ابي طالب .
قال : فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب ، فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)وقال : الحمدلله الذي سرى بكم جميعاً وجمعه وايّاكم(53). (الى هنا أنتهى مارواه في تاريخ دمشق) .
* ونقل الخطيب الخوارزمي في «المناقب» تتمة الحديث فقال :
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اللهُم اجعله أخي وصهري علي بن ابي طالب .
ثم قال : فما كان بأوشك من أنه طلع علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)وقال : الحمد لله الذي سَرّني بقدومك يا أبا الحسن .
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) انظروا هل ترون بالباب أحَداً ؟
قال جابر: وكنت أنا وابن مسعود فأمر بنا النبي (صلى الله عليه وآله) فدَخَلنا عليه فجَلسنا معه ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتلك الأرغفة فكسَرها بيده ، ثم فَرقَ علينا من تلك الدجاجة ، ودعا بالبركة فأكلنا جميعاً حتى تمَلأنا شبعاً ، وبقيت فضلة لأهل البيت الذي نحن فيه .. الحديث(54).
(الحديث التاسع) «ما روي عن جماعة»
* روى الحافظ محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي في «كفاية الطالب»(55) قال : والحديث أخرجه الحاكم أبو عبدالله الحافظ النيشابوري عن ستة وثمانين رجلا كلهم رووه عن أنس .
وهذا ترتيبهم على حروف المعجم :
(الف) : ابراهيم بن هدية أبو هدية ، وابراهيم بن مهاجر أبو اسحاق البجلي ، واسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب ، واسماعيل بن عبدالله السدّي ، واسماعيل بن سليمان بن المغيرة الازرق ، واسماعيل بن وردان ، واسماعيل بن سليمان ، واسماعيل غير منسوب من أهل الكوفة ، واسماعيل بن سليمان التيمي ، واسحاق ابن عبدالله بن أبي طلحة ، وأبان بن أبي عياش ابو اسماعيل .
(ب) : بسّام الصيرفي ، وبزرعة بن عبدالرحمن .
(ث) : ثابت بن أسلم البنانيان ، وثمامة بن عبدالله بن أنَس .
(ج) : جعفر بن سليمان النخعي .
(ح) : حسن بن أبي الحسن البصري ، وحسن بن الحكم البجلي ، وحميد بن التيرويه الطويل .
(خ) : خالد بن عبيد أبو عصام .
(ز) : الزبير بن عدي ، وزياد بن محمد الثقفي ، وزياد بن شروان .
(س) : وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن ميسرة البكري ، وسليمان بن طرخان التيمي ، وسليمان بن مهران الاعمش ، وسليمان بن عامر بن عبدالله بن عباس ، وسليمان ابن الحجاج الطائفي .
(ش) : شقيق بن أبي عبدالله .
(ع) : عبدالله بن أنس بن مالك ، وعبدالملك بن عمير ، وعبدالملك بن أبي سليمان ، وعبد العزيز بن زياد ، وعبدالاعلى بن عامر الثعلبي ، وعمر بن أبي حفص الثقفي ، وعمر بن سليم البجلي ، وعمر بن يعلى الثقفي ، وعثمان الطويل ، وعلي بن ابي رافع ، وعامر بن شراحيل الشعبي ، وعمران بن مسلم الطائي ، وعمران بن هيثم ، وعطية بن سعد العوفي ، وعباد بن عبد الصمد ، وعيسى بن طهمان ، وعمار بن ابي معاوية الدهني .
(ف) : فضيل بن غزوان .
(ق) : قتادة بن دعامة .
(ك) : كلثوم بن جبر .
(م) : ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، ومحمد بن مسلم الزهري ، ومحمد بن عمر بن علقمة ، ومحمد بن عبد الرحمن أبو الرجال ، ومحمد بن خالد بن المنتصر الثقفي ، ومحمد بن سليم ، ومحمد بن مالك الثقفي ، ومحمد بن حجادة ، ومطير بن خالد ، ومعلّى بن هلال ، وميمون أبو خلف ، وميمون غير منسوب ، ومسلم الملائي ، ومطر بن طهان الوراق ، وميمون بن مهران ، ومسلم بن كيسان ، وميمون بن جابر السلمي ، وموسى بن عبدالله الجهني ، ومصعب بن سليمان الانصاري .
(ن) : نافع مولى عبدالله بن عمر ، ونافع أبو هرمز .
(هـ) : هلال بن سويد .
(ي) : يحيى بن سعيد الانصاري ، ويحيى بن هاني ، ويوسف بن ابراهيم ، ويوسف أبو شيبة ، ويزيد بن سفيان ، يعلى بن مرة ، ونعيم بن سالم .
(أبو) : أبو الهندي ، وأبو مليح ، وأبو داود السبيعي ، وأبو حمزة الواسطي ، وأبو حذيفة العقيلي ، ورجل من آل عقيل ، ورواه عن أنس وسفينة مولى الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
« الاستدلال بالحديث على أفضلية علي (عليه السلام) »
* قال القاضي الشهيد السيّد نورالله الحسيني المرعشي التستري(56) قدّس سرّه في كتابه في الاستدلال بالسُنّة على خلافة علي (عليه السلام):
قال العلامة الحلي رفع الله درجته(57):
الثامن عشر : في مسند أحمد بن حنبل والجمع بين الصحاح الستة عن أنَس بن مالك قال : كان عند النبي (صلى الله عليه وآله) طائر قد طبخ له ، فقال : اللهم ائتني بأحبِ الناس اليك يأكل معي ، فجاء علي (عليه السلام) فأكله معه . ومنه عن ابن عباس : انه لما حضرت ابن عباس الوفاة قال : اللّهُم اِني اتقرّبُ اليك بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) . انتهى .
ثم علق القاضي الشهيد المرعشي التستري قدّس سره على الحديث قائلا :
اِن حديث الطير مع أنه كما أعترف به الناصب مشهور ، بل بالغ حدّ التواتر ، وقد رواه خمسة وثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس وغيره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وصنّفَ اكابر المحدِّثين فيه كتباً ورسائل مؤيد بما مَرّ من حديث خيبر وغيره . ووجه التأييد شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بمحبة الله تعالى له ، ومحبته لله تعالى ، كما ذكره المصنّف في «شرح الياقوت» لا معنى لها الا زيادة الثواب وذلك لا يكون الا بالعمل ان يكون عمل علي اكثر من غيره .
واعلم : ان المحبة مرَتبة عليّة ودرجة سنيّة هي من صفات الله سبحانه حقيقة يعبّر عنها المتكلم بالارادة ، والحكيم بالعناية ، وأهل الذوق بالعشق ، وقد فاض شيء من رحيق كأسها بحسب الاستعدادات والقوابل من الحقّ على الخلق ، فكل منها يطلب العود الى مبدئه ، ومَن خلا منها فهو من المطرودين الذين رضوا بالحيوة الدنيا وأطمأنوا بها ، فهم كالارض الساكنة التي لا حراك لها ، وبتلك المحبة حركة الافلاك والاملاك والعقول والنفوس والارواح والقوى والعناصر والمواليد الثلاثة طلباً للكمال ، واهتزازاً من مشاهدة الجمال . ورجاءً للتخلص عن قيد التشخص والسير وانما هو على اقدام الاقدام بها ، والطيران انما هو بأجنحة اجتلاء القلوب عنها .
والكتب السماوية والآيات الربانية والاحاديث النبوية تَشهدَ بثبوتها ووجودها ، قال تعالى (فسَوفَ يأتي الله بقومَ يُحبّهُم ويُحبُونه) وقال : (اِن الله يُحب التوابين ويحب المتطهّرين) وقال : (اِن الله يحَب الذينَ يُقاتِلُون في سَبيلهِ صَفْاً كَأنهُم بُنيانٌ مرصوص)وقال الله تعالى :(اِنْ كُنتم تُحبُّونَ الله فاتّبِعوني يُحببكم الله) وقال تعالى : (وألقَيت عَليك مَحبةً مني) .
وروت الثقاة :
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبَرَ عن الله تعالى أنه قال : «لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبّه ، فاذا أحبَبتهُ كنتُ سمعه الذي يَسمَعُ به ، وبَصَرهُ الذي يَبصرُ به ، ويَدَهُ التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها ، فبي يسمع ، وبي يُبصر ، وبي يأخذ ، وبي يعطي ، وبي يقوم ، وبي يقُعُد ، واذا سألني أعطيته ، واذا استعاذ بي استعذته» .
وقال (صلى الله عليه وآله) :
«اذا أحَبّ الله عبداً دعا جبرئيل فقال له : اِني أحبُّ فلاناً فأَحِبه ، قال : فيُحبّه جبرئيل فينادي في السماء اِن الله يُحب فلاناً فأحبُّوه . فيُحبه مَن في السماء ، ثم يوضع له القبول في العناصر فما يتركب منها شيء اِلا أحَبَّهُ» .
ولهذا روي في المشهور انه لما رأى محمد سليمان العباسي حُسن مناظرة بهلول بن عمرو العارف العاقل المعروف مع عمر بن عطاء العدوي ، في امامة علي أبي طالب (عليه السلام) قال : ما خاطب البهلول بقوله : ما الفضل الا فيك ؟ ومالعقل الا من عندك والمجنون من سَمّاكَ مَجنوناً ، لا اله الا الله ، لقد رزق الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) لبّ كل ذي لبّ ، فقد ثبت من الكتاب والسنّة ، وكلام أكابر الامة وجود المحبة وثبوتها ، غير أنها وان اشترك اسمها في الاطلاق ، لكنها يختلف باختلاف المتعلّق ، فمحبة الله لعبده تخصيصه بانعام مخصوص ، يكون سبباً لتقريبه وازلافه من محال الطهارة والقدس ، وقطع شواغله عمّا سواه ، وتطهير بواطنه عن كدورات الدنيا ، ورفع الحجاب حتى يشاهده في جميع الاشياء ، ويشهد أن جميع الاشياء بالحَقِّ قائمة وأن وجوده وجوده ، و لا وجود لشيء الا بنحو من الانتساب كما استَعْذَ به ذوق المتهأَلّين من الحكماء أيضاً ، فيأخذ بالله ، ويعطي بالله ، ويُحب للهِ ، ويُبغض للهِ ، وهذا سرّ لا اله الا الله ، وحقيقة لا حول ولا قوة الا بالله ، فهذه الارادة هي المحبة وان كانت إرادته لعبده ان يختصه بمقام من الانعام دون هذا المقام كارادته ثوابه ودفع عقابه ، وهذه الارادة هي الرحمة . فالمحبة اعمّ من الرحمة . وأما محبة العبد لله تعالى ، فهي ميله الى نيل هذا الكمال وارادته الوصول الى هذا المقام الذي يتسابق اليه الرجال وتتهافت على التحلي به همم الابطال .
واذ قد عرفت محبة الرَب ومحبة العبد ، وانقدت الناس ، عرفت أن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)ليسَ لأحَد هذا المقام ، الا لأمير المؤمنين عليه آلاف التحية والثناء .
بيان ذلك : اِن النبي (صلى الله عليه وآله) ، لما عَلِمَ اتصاف علي بهذا الصفة (المحاسن) من الجانبين وكانت امراً معنوياً لا يدرك اِلا باظهار امر محسوس من لوازمها ، يشهد ذلك الامر لمن اتصف به باتصافه بتلك المحبة أثبتها (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) بأمرين :
أحدهما فتح خيبر ، فجمع (صلى الله عليه وآله) وصفه بين المحبة والفتح ، بحيث يظهر لكل أحد صورة الفتح ويدركه بحس البصر ، فلا يبقى عنده تردد في اتّصافه بالصفة المعنوية المقرونة بالصفة المحسوسة .
وثانيهما : حديث الطائر ، جَعَل (صلى الله عليه وآله) واتيانه وأكله معه من ذلك الطائر ، وهما امران محسوسان دليلا موضحاً لأتصافه بتلك الصفة ، ليعلم أنه (عليه السلام) هو وأتباعه هُم الذينَ أخبر الله تعالى عنهم بقوله : (فسَوفَ يأتي الله بقوَم يحبُّهم ويُحبونه) .
ومما يُصرِّح بهذا المعنى ما سَبقَ من قوله (صلى الله عليه وآله) :
«لتَنتهُنّ يا قريش ، او ليبعثنّ الله عليكُم رجُلا يضرب رقابكم عَلَى التَأويل كما ضربَتُ رقابكم على تنزيله ، فقال بعض أصحابه : مَن هو يا رسول الله ؟ أبو بكر قال : لا قال : عمر قال : لا ولكنه خاصف النعل ..(الحديث)»(58).
واذا سبرت احواله واعتبرت أقواله ظهر لك أتصافه بهذه المحبة باعتبار تعلّقين : اما محبة الله تعالى فظاهرة آثارها ساطعة أنوارها من ازلافه سبحانه وتعالى من مقام التقديس ومقرّ التطهير ، لقوله (صلى الله عليه وآله) فيما سبَق أيضاً من حديث النجوى المشهور(59): «ما انتجَيتهُ ولكن الله انتجاه» .
وروى ابن مسعود قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله) :
«اِن الله يبعث أناساً وجوههم من نور على كراسي من نور عليهم ثيابٌ من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء والشهداء ، فقال أبو بكر : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : لا ، قال عمر : انا منهم ، قال : لا ، قيل : مَن هم يا رسول الله ؟ فوضع يده على رأس علي (عليه السلام) ، وقال : هذا وشيعته» .
وروى محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني رحمه الله قال :
حدّثني الحافظ أبو العلاء الهمداني ، والقاضي أبو منصور البغدادي بالاسناد عن أبي بكر وعن أنَس(60). وروى مشايخَنا عن الصادق عليه وعلى آبائه وابنائه الطاهرين السلام ، عن آبائه ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال : «خَلَقَ الله عَزّ و جلّ من نور وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) سبعين الف ملك يستغفرون له ولمحبيه الى يوم القيامة» .
وفي كتاب الحدائق عن أبي تراب الخطيب باسناده الى النبي (صلى الله عليه وآله)(61): «اِن الله قد خلَقَ من نور وجه علي (عليه السلام) مَلائكةً يُسَبَّحونه ويقدِّسُونه ويَجعَلون ثواب ذلك لعلي ولمحبيه» .
وأما محبته لله تعالى :
فهي معلومة لكل أحَد من عباداته ومجاهداته ورفضه الدنيا واعراضه عَما سوى الله ، واقباله بكلا كله على مولاه ، ولو أردنا استقصاء بعض من ذلك لطال المطال وكثرت المقال ، و لربما حصل بعض الملال ، ولقد اتضَحَ بما قرّرناه بطلان ما ذكره الناصب الشقي من أنّ الحديث لا يدُلّ على النص الى آخره ، وذلك لما عرفت : من أنه دالٌّ على الافضلية ، لدلالته على أنه (عليه السلام) أحَبُّ الى الله من كل المخلوقات ، وأمّا عدم كونه (عليه السلام) أحبُّ من النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقد علم من خارج ، وهو انعقاد الاجماع على انه(عليه السلام)أحَبُّ الى الله تعالى من جميع المخلوقات بلا أستثناء ، فهو (عليه السلام) مستثنى بالاجماع ، وبقرينة السؤال ، وأما الملائكة فليس شيء يخرجهم عن هذا الحكم ، فيكون هو (عليه السلام)أحبُّ منهم .
وأجاب صاحب المواقف بأن الحديث لا يفيد كون علي (عليه السلام) أحَبُّ الى الله تعالى في كل شيء لصحة التقسيم ، وادخال لفظ الكل والبعض ، الا يرى انه يصح ان يستفسر ويقال : أحب خلقه اليه في كل شيء أو في بعض الاشياء ، وحينئذ جاز أن يكون اكثر ثواباً في شيء دون آخر ، فلا يدل على الافضلية مطلقاً ، وفيه أن قوله (عليه السلام) : أحب لفظ عام أو مطلق ، فمَن خصّهُ أو قيّده بوقت دون وقت وببعض الاشياء دون بعض ، فعليه الدليل ، لان العلم والمطلق لا يخص ولا يقيّد بالاقتراح ، بل يخص أو يقيد بالدليل ، ودون ذلك خرط القتاد .
وأيضاً على هذا التقدير لا فائدة في قوله (صلى الله عليه وآله) : ائتني بأَحبِ خلقك ، لان كل مسلم أحب عند الله من وجه في وقت دون وقت .
وأيضا يتوجه ما قاله بعض أصحابنا : من انَّ مثل هذا البحث يجري في استدلالهم على افضلية أبو بكر لقوله تعالى : (وسيجنّبها الاتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى)مع أنه عمدة ادلّتهم على أفضليته ، وذلك لصحة الاستثناء في الاتقى ، وادخال لفظة الكل والبعض ، فلم يبق الا العناد والغفلة والرقاد .
ولنعم ما قال ابن رزيك رحمه الله :
وفي الطائر المشوي اوفى دلالة *** لو استيقظوا من غفَلْة وسباتِ
وقال الصاحب بن عباد رحمه الله تعالى :
علي له في الطير ما طار ذكره *** وقامت به أعداؤه وهي شُهد
«أقوال الشعراء في حديث الطير»
ابن العطار الواسطي الهاشمي :
ولقد أرانا الله أفضل خلقه *** في الطاير المشوي لما أن دعا
الجبري :
والطاير المشوي نصٌّ ظاهرٌ *** فتيقظي يا ويك عن عمياك
الصوري :
وايكم صار في فرشه *** اذ القوم مهجته طالبونا
ومن شارك الطهر في طائر *** وانتم بذاك له شاهدونا
المفجع :
كان النبي لَمّا تمنى *** حين أتوه طايراً مشوياً
اِذ دعا الله أن يسوق أحب *** الخلق طراً اليه سوقا وحياً
ابن حماد :
وفي قصة الطير لَمّا دَعا *** النبي الاله وأبدى الضرع
ايا ربِّ ابعث الي احب *** خلقك يا مَن اليه الفَزع
فلم يستتم النبي الدعاء *** اذا بامام الهدى قد رجع
ثلاث مرار فلما انتهى *** الى الباب دافعه واقترع
فقال النبي له ادخل فقد ***اطَلْت احتباسك يا ذا الصلع
فخَبّرهُ انه جاءَهُ *** ثلاثا ودافعه مَن دفع
فقطب في وجه مَن رَدَّهُ *** وانكر ما بأخيه صنع
فأوَرثَهُ برصَاً فاحشاً *** فظل وفي الوجه منه بقع
الاصفهاني :
أمن له في الطير قال نبيَّهِ *** قولا ينيرُ بشَرحهِ الأفقان
يا رَبِّ جِىء بأحب خلقك كلهم *** شخصاً اليك وخير من يغشاني
كيما يؤاكلني ويؤنس وحشتي *** والشاهدان قوله عدلان
فبَدا علي كالهزبر ووجهه *** كالبدر يلمَعُ أيّما لمَعان
فتواكلا واستأنسا وتَحدّثا *** بأبي وأمي ذلك الحَدّثان
الحميري :
اَما أتى في خير الانبل *** في طاير أهدي الى المرسل
سفينة مكن في رشده *** وأنَس خان ولم يحصل
في ردّه سيّد كل الورى *** مَولاهم في المحكم المنزل
فصَدَّه ذو العرش عن رشده *** ثم غرى بالبرص الانكل
مناقب آل ابي طالب : ج2 ص283 ـ 286 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ج13 ص170 ط الصادي .
(2) ص5 ط التقدم بمصر .
(3) ورواه المغازلي في «المناقب» (ص172 ح206) ، والحافظ السمعاني في «الرسالة القوامية» و «مناقب الصحابة» ، و الحافظ الحسين بن مسعود الشافعي في «مصابيح السنة» (ص202) ، والحافظ العبدري الاندلسي في «الجمع بين الصحاح» (عن سنن ابي داود ج3) ، والخوارزمي في «المناقب» (ص67) ، وابن الاثير الجزري في «جامع الاصول» (ج9 ص471) ، وابن الاثير في «اُسد الغابة» (ج4 ص30 ط 1285 هـ) ، وسبط ابن الجوزي في «التذكرة» (ص44) ، وابن أبي الحديد في «شرح النهج» (ج4 ص221) ، ومحمد بن قايماز في «تاريخ الاسلام» (ج2 ص197) ، والحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج7 ص305 ، وج7 ص351) ، والخطيب التبريزي في «مشكوة المصابيح» (ص564) ، والعيني في «عمدة القاري» (ص215) ، والمناوي في «كنوز الحقائق» (ص24) ، والسَعدي الأبي في «شرح الارجوزة» ، وعبد الغني النابلسي في «ذخائر المواريث» (ج1 ص18) ، والبدخشي في «مفتاح النجا» (ص59) ، والقندوزي في «ينابيع المودة» (ص56 وص203) ، والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص124) ، وعبد الحق في «اشعة اللمعات» (ج4 ص277) ، وأبو سعيد الخادمي «في شرح وصايا ابي حنيفة» (ص176) ، وابن حجر العسقلاني في «النكت الظراف» (ص94) . والشيخ محمد سليمان في جمع الفوائد (2 ص211) . والشاقولي في «الرصف» (ص369 ط الكويت) . والكنجي في «كفاية الطالب» (ص56) . ومحب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص61) .
(4) كفاية الطالب : ص58 ط الغري .
(5) و رواه الحمويني في «فرائد السمطين» ، والحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج7 ص351) ، والهروي الشيرازي في «الاربعين حديثاً» (ص51) ، والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص128) باربعة طرق ، والطبراني في «المعجم الكبير» (ص40 مخطوط) ، والعيني في «المناقب» (ص17) ، وابن المغازلي في «المناقب» (ص159) وقال فيه : قال أَسلم : روى هذا الحديث عن أنس بن مالك يوسف بن ابراهيم الواسطي واسماعيل الازرق والزهري والسدّي واسحاق ابن عبدالله بن ابي طلحة ، وثمامة بن عبدلله بن أنس ، وسعيد بن زربي . وقد روى جماعة عن أنس منهم سعيد بن المسيب وعبد الملك بن عمير ومسلم الملائي وسليمان بن الحجاج الطائفي وابن ابي الرجال المدني وابو الهندي واسماعيل بن عبدالله بن جعفر ونعيم بن سالم بن قنبر وغيرهم .
(6) المستدرك : ج3 ص130 ط حيدر آباد .
(7) و رواه الذهبي في «تلخيص المستدرك» (المطبوع بذيل المستدرك ج3 ص130) ، وابن كثير في البداية والنهاية» (ج7 ص350) ، والحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج9 ص125) ، والمولوي محمد مبين الهندي في «وسيلة النجاة» (ص114) .
(8) مقتل الحسين : ص46 .
(9) مناقب امير المؤمنين : ص161 ط اسلامية .
(10) ورواه عبد الله الشافعي في «المناقب» (ص168 ـ احقاق ج5 ص330) عن ابن المغازلي .
(11) مناقب أمير المؤمنين : ص161 ط اسلامية .
(12) ورواه العلامة القاضي الايجي الشافعي في «المواقف» ملخّصاً في (ج2 ص615 ط الأستانة مع شرح الشريف الجرجاني) .
(13) تاريخ بغداد : ج3 ص171 ط السعادة بمصر .
(14) ورواه العلامة ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج7 ص351 ط حيدر آباد) . والعلامة الكنجي الشافعي المتوفي سنة 658 هـ في «كفاية الطالب» (ص59 ط الغري) . والفقيه ابن المغازلي في «مناقب أمير المؤمنين» (ص160 ط اسلامية طهران) .
(15) البداية والنهاية : ج7 ص350 ط حيدر آبادي .
(16) ورواه شمس الدين الذهبي المتوفي سنة 748 هـ في «تاريخ الاسلام» (ج2 ص197 ط مصر) . والحافظ ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» (ص161 ط اسلامية) .
(17) المستدرك : ج3 ص131 ط حيدر آباد .
(18) و رواه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص119 ط بيروت) عن عبد العزيز بن زياد عن أنس . ورواه العلامة شمس الدين الذهبي في «تلخيص المستدرك» (ج3 ص131 ط حيدر آباد الدكن) . والعلامة الشيخ عبدالله الشبراوي الشافعي في «الاتحاف بحب الاشراف» (ص8 ط مصر) . ورواه ابن المغازلي في «المناقب» (ص157) عن عبدالملك عن انس .
(19) المناقب : ص161 ط طهران .
(20) و رواه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تأريخ دمشق» (ج2 ص130 ط بيروت) . و الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج9 ص126 ط مكتبة القدسي بالقاهرة) .
(21) ج2 ص117 ط بيروت .
(22) ورواه ابن المغازلي في «المناقب» (ص162) . والكنجي الشافعي في «كفاية الطالب» (ص56) ومحب الدين الطبري في «ذخائر العقبى» (ص61) . وابن كثير الدمشقي في «البداية والنهاية» (ج7 ص351) . والدميري في «حياة الحيوان) (ج2 ص340 ط القاهرة) .
(23) مناقب أمير المؤمنين : ص163 ط طهران .
(24) ورواه الحافظ أبو نعيم المتوفي سنة 403 هـ في «أخبار اصبهان» (ج1 ص232 ط ليدن) . والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص120) . والحمويني في فرائد السمطين . وابن كثير في «البداية والنهاية» (ج7 ص351) . والدهلوي العظيم الآبادي في «تجهيز الجيش» (ص370).
(25) مناقب أمير المؤمنين : ص173 ط طهران اسلامية .
(26) تاريخ بغداد : ج9 ص369 ح4944 ط السعادة بمصر .
(27) ورواه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص131 ط بيروت) .
(28) كفاية الطالب : ص63 ط الغري;وفي ط.دار احياء تراث أهل البيت: الباب 33 ص144 – 156.
(29) اُسد الغابة : ج4 ص30 ط مصر .
(30) حلية الاولياء ج6 ص339 ط السعادة بمصر .
(31) المطبوع بهامش المسند ج5 ص53 ط الميمنية بمصر .
(32) ج15 ص147 ط حيدر آباد .
(33) تأريخ بغداد : ج11 ص376 ط السعادة بمصر .
(34) البداية والنهاية : ج7 ص351 .
(35) و رواه ايضاً الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص119 ط بيروت).
(36) المناقب : ص157 ـ 158 ح190 ط طهران .
(37) البداية والنهاية : ج7 ص351 ط حيدر آباد .
(38) و رواه الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص112 ط بيروت) .
(39) المناقب : ص174 .
(40) ج2 ص131 ط بيروت .
(41) المناقب ص168 ط طهران .
(42) ذخائر العقبى : ص62 ط مكتبة القدسي بمصر .
(43) وروى الحديث عن أنس الشيخ الصفوري في «نزهة المجالس» (ج2 ص212 ط القاهرة) .
ـ ورواه الشيخ سليمان القندوزي في «ينابيع المودة» (ص203 ط اسلامبول) .
(44) البداية والنهاية : ج7 ص353 ط مصر .
(45) و رواه العلامة الامرتسري في «أرجح المطالب» (ص501 ط لاهور) من طريق ابي حاتم . والحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق» (ج2 ص106 ط بيروت) .
(46) كفاية الطالب : ص59 ط الغري .
(47) و رواه القندوزي في «ينابيع المودة» (ص56) . والحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج9 ص126) . والمولى التفتازاني في «شرح المقاصد» (ج2 ص219) . والحمويني في «فرائد السمطين» . وسبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» (ص44) . وابن المغازلي في «المناقب» (ص175) . والنقشبندي في «مناقب العشرة» (ص10) . الحافظ ابن عساكر في ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق (ج2 ص133) بأربعة طرق عن سفينة . والامرتسري في «أرجح المطالب» (ص501) .
(48) ج1 ص108 ط بيروت .
(49) و الخوارزمي في «المناقب» (ص64) . والحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص321) . والحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج7 ص353) . والحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج9 ص126) . والحافظ ابن حجر العسقلاني في «لسان الميزان» (ج5 ص199) . والقندوزي في «ينابيع المودة» (ص56) . وابن المغازلي في «المناقب» (ص164) . والامرتسري في «أرجح المطالب» (ص502) .
(50) بشارة المصطفى : ص243 .
(51) كفاية الطالب : ص56 .
(52) ورواه الحاكم في «مستدرك الصحيحين» (ج3 ص130) وقال الحاكم : أما حديث الطير فله طرق كثيرة جداً قد أفردتها بمصنف ومجموعها وهو يوجب أن يكون الحديث له أصل !
ـ وفي تاريخ بغداد : ج5 ص473 . و طبقات الشافعية : ج3 ص64 .
(53) ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق : ج2 ص105 ط بيروت .
(54) المناقب : ص37 ط نينوى طهران .
(55) كفاية الطالب : ص56 ط الغري .
(56) احقاق الحق : ج7 ص452 .
(57) في كتابه «نهج الحق وكشف الصدق» (ح18) .
(58) احقاق الحق : ج6 ص24 ـ 38 .
(59) المصدر السابق : ج6 ص525 ـ 531 .
(60) احقاق الحق : ج6 ص113 ـ 114 .
(61) المصدر السابق : ج6 ص115 .