ما المقصود بالعرفان؟

[مصطفى المتشيع]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



السؤال:-
ماهو العرفان الباطل ؟ وما المقصود بالعرفان ؟

الجواب :-

العرفان مصطلح يطلق على شيئين اليوم: العرفان النظري، والعرفان العملي.
أما العرفان النظري؛ فهو النظريات الفلسفية فيه كإثبات وجود الله ووحدة الوجود والموجود وما شابه، وأما العملي؛ فهو ممارسة عبادات معينة وما شابه.
والقاعدة العامة عندنا في هذه العلوم أن ما هو مخالف للشرع لا نقبله، وما هو موافق له نقبله، وما هو بين ذاك وذاك يحتاج منا البحث في كل مسألة بالتفصيل؛ فهناك ما ينبغي الكف عنه، وهناك ما لا يضر البحث فيه.
واليوم العرفان والفلسفة إنما تُنشر دفاعا عن عقائد وحدة الوجود، وأن الواحد لا يصدر منه إلا واحد، وغيرها من العقائد المنحرفة؛ لهذا نحذّر من دراستهما؛ لأن الشخص العادي لا يستطيع التفريق بين ما هو موافق وما هو مخالف للشرع من هذه العلوم.
ويُقال أن الشيخ بهجت سُئل عن تعلّم الفلسفة قبل علم الكلام؛ فأجاب الشيخ: "تريد أن تكفر"؟! وفعلًا؛ فإن بعض موارد الفلسفة كالميعاد الروحاني تقود للكفر الصريح بالإسلام، وإذا لم يطلع الشخص على أجوبة شبهاتهم فمن السهل أن يتأثر بهم.

والله العاصم.

[نهجي زينبي]

علم العرفان مثل بقية العلوم الإسلامية التي نشأت في حضن الثقافة الإسلامية ونمت وتكاملت في ربوعها. وهو علم يهدف إلى أمرين أساسيين: الأول: تفسير الوجود من خلال تقديم رؤية كونية نظرية صحيحة ومطابقة للواقع حول الله والعالم والإنسان، وهو ما يصطلح عليه بعلم العرفان النظري. ففي هذا القسم يبحث العارف حول علاقات الإنسان مع نفسه ومع العالم ومع الله ، وعمدة نظره تتجه نحو علاقة الإنسان باالله. وبرأي العرفاء واعتقادهم فإنّ الوصول إلى هذه المرحلة لا يكون الا عبر إعمال العقل والتفكير، بالإضافة إلى القلب والمجاهدة والسير والسلوك وتصفية النفس وتهذيبها. فالأدوات المعرفية التي يعتمد عليها العارف في تفسيره للوجود لا تعتمد على العقل فقط كالفيلسوف بل يتعداه أيضا إلى القلب والحركة الباطنية، بالاضافة إلى القرآن والسنة الشريفة.

الثاني: تقديم برنامج عملي تطبيقي لكيفية سير الإنسان المعنوي للوصول إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ما يسمى عند العرفاء بالعرفان العملي أو بالسير والسلوك العرفاني. والعارف في هذا القسم يتحدّث عن نقطة البدء وعن المقصد وعن المنازل والمراحل ينبغي أن يطويها السالك بالترتيب حتى يصل إلى المنزل النهائي، وهو التوحيد. . ولكونه علماً خاصاً وليس متاحاً لأي كان دخول صرحه الا بعد تجاوز المقدمات المطلوبة، وبعد التأكّد من حصول الطالب على المؤهّلات العلمية والسلوكية الخاصة. ونظراً للّغط الكبير الذي دار وما زال حول مدى صحّة هذا العلم وحجّيته، ومن أجل رفع اللّبس عن أهمّ التّهم التي ألصقت به دون دراسة وتفحّص علمي ومنطقي، كان البدأ من تعريف الشريحة المثقّفة والمتعلّمة على بعض جوانب هذا العلم، من خلال التعريف به وبمسائله وشروطه وأهدافه الحقيقية.