إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ! هل ظلم نبي الله يونس؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ! هل ظلم نبي الله يونس؟

    ما المراد من قوله تعالى في شأن يونس: إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ...
    قال الله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء : 87].
    فقد يدلّ ظاهر هذه الآية على عدم العصمة ، وعند الرجوع إلى التفسير يتضح معناها[1].
    فمعنى(
    ذَا النُّونِ)صاحب الحوت، والنون هو الحوت، والمراد من صاحب الحوت يونس(ع).

    وقوله( ذَهَبَ مُغَاضِبًا)أي غضب يونس على قومه الكافرين، وكان مثل هذا الغضب في هذه الظروف طبيعيّاً تماماً، إذ تحمّل هذا النّبي المشفق المشقّة والتعب سنين طويلة مِن أجل هداية القوم الضالّين، إلاّ أنّهم لم يُلبّوا دعوته الخيّرة، فإنّ يونس لمّا كان يعلم أنّ العذاب الإلهي سينزل بهم سريعاً، فإنّ ترك تلك المدينة لم يكن معصية، ولكن كان الأولى لنبيّ عظيم كيونس ألاّ يتركها حتّى آخر لحظة وهي اللحظة التي سيعقبها العذاب الإلهي ولذلك آخذه الله على هذه العجلة، وإعتبر عمله تركاً للأولى.
    وقوله تعالى: (فَظَنَّ) أي تيقن (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)، معنى نقدر : نضيق[2].
    أي لا يضيق الله عليه،
    بحبسه في بطن الحوت، لأنه كان يستحبُّ له الصبر عليهم والمقام فيهم، فلم يكن ذلك محظوراً، أي محرماً عليه، وإنما كان الأولى له البقاء فترك الأولى ، وبعبارة أخرى ترك الأمر المستحب. فقد كان يونس(ع) يظنّ أنّه قد أدّى كلّ رسالته بين قومه العاصين، ولم يترك حتّى «الأولى» في هذا الشأن، فلو تركهم وشأنهم فلا شيء عليه، مع أنّ الأولى هو بقاؤه بينهم والصبر والتحمّل والتجلّد، فلعلّهم ينتبهون من غفلتهم ويتجّهون إلى الله سبحانه. ونتيجة تركه الأولى هذا، ضيّق الله عليه فابتلعه الحوت، ) فَنَادَى( أي دعى) فِي الظُّلُمَاتِ( أي ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة بطن الحوت) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ(أنزهك عما لا يليق بك) إِنِّي كُنْتُ(في هجرتي للقوم بدون إذن(مِنَ الظَّالِمِينَ) بترك الأولى.

    وروي (عن الباقر(عليه السلام) في قوله : (وَذَاالنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا) يقول:" من أعمال قومه (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) يقول:" ظن أن لن نعاقب بما صنع") [3].



    [1] ينظر: تفسير الأمثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي:سورة الأنبياء آية:87، و التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي: سورة الأنبياء آية:87.

    [2]
    لقد ورد هذا الفعل في القرآن الكريم وكان معناه الضيق كما في قوله( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) أي ضيق، وقوله (الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) أي يضيق.


    [3]تفسير الصافي للفيض الكاشاني:2/470.
    والله ان قطعتـم يميـني أني أحامـي أبداً عـن ديني
    وعن إمام صادق اليقـينِ نجل النبي الطاهـر الأمـين

    #2
    الحمد لله رب العالمين
    كما يذوب النور في النور، والشعاع في الشعاع، فقد ذابت فاطمة في أبيها رسول_الله.
    وكما يختلط العطر بالعطر، والنسيم بالنسيم، إختلطت فاطمة بـ أمير_المؤمنين عليّ.
    a25

    تعليق

    يعمل...
    X