إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ان الناس لو اجتمعو علي حب علي علية السلام لما خلق الله النار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    ان الناس لو اجتمعو علي حب علي علية السلام لما خلق الله النار

    إنّ الناسَ لو اجتمعوا على حُبَّ عليٍّ (عليه السلام) لَما خَلقَ الله النّار»

    *

    (1) روى العلامة الخطيب الخوارزمي بإسناده عن ابن عبّاس قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لو اجتمعَ النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لَما خلَقَ الله عزّ وجلّ النار(1).

    *

    «لو أنّ أهل الأرض يُحبّون عليّاً كما تحبّه أهل السماء لما خلق اللهُ النّار»

    (2) روى الحافظ ابن أبي الفوارس في «الأربعين»(2) قال: الحديث الثالث والثلاثون ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أبي بكر القرواني في مشهد عليّ بن جعفر بن محمّد، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، يرفعون الحديث إلى سعد بن عبادة قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):

    لمّا عرج بي الى السماء فكنتُ من رَبّي كقاب قوسين أو أدنى إذ سمعت النداء من قبل الله تعالى يقول: يا محمّد مَن تحبّ أنْ يكون مَعَك في الأرض؟ فقلتُ: اُحبُّ من يحبّ العزيز الجبّار ويأمر بمحبّته، فسمعت النداء من قبل الله تعالى يقول: يا محمّد أحبّ عليّاً فإنّي أُحبّه وأُحبّ مَن يُحبّه، قال فبكى جبرئيل(عليه السلام) حتى علا نحيبه وقال: والذي بعثَك بالحقّ نبيّاً لو أنّ أهلَ الأرضِ يحبُّون عليّاً كما تحبّه أهل السماء ما خلقَ الله النّار يعذّب بها أحَداً مِنْ عباده والسلام(3).

    *

    «لو أنّ الإنس أحبّوك كحبّنا إيّاك لما عَذّبَ اللهُ أحداً بالنار»

    (3) بالإسناد عن الصدوق، عن جابر الجعفي، عن جعفر بن محمّد(عليهم السلام) قال: بينا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) على منبر الكوفة يخطب إذ أقبل ثعبانٌ من آخر المسجد، فوثب إليه الناس بنعالهم، فقال لهم عليّ(عليه السلام): مهلا يرحمكم الله فإنّها مأمورة، فكفّ الناس عنها، فأقبل الثعبان إلى عليّ(عليه السلام) حتى وضع فاه على أُذن عليّ(عليه السلام) فقال له ما شاء الله أن يقول، ثمّ إنّ الثعبان نزل وتبعه عليّ(عليه السلام).

    فقال الناس: يا أمير المؤمنين، ألا تُخبرنا بمقالة هذا الثعبان؟

    فقال: نعم، إنّه رسول الجنّ، قال لي: أنا وصيّ الجنّ ورسولهم إليك، يقول الجنّ: لو أنّ الإنس أحبُّوك كحُبِّنا إيّاك وأطاعُوك كطاعتِنا لما عذَّبَ اللهُ أحداً من الإنس بالنار(4).

    (4) روى ابن الشيخ في أماليه بإسناده عن ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عن آبائه، عن عليّ(عليه السلام) قال:

    قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي إنّه لمّا اُسريَ بي الى السماء تلَقَّتني الملائكة بالبشارات في كلّ سماء حتى لقيني جبرئيل(عليه السلام) في مَحفل من الملائكة فقال: يا محمّد لو اجتمعت اُمتّك على حُبّ عليّ ما خلق الله عزّ وجلّ النار.

    يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى أشهَدَكَ معي في سبعة مواطن حتى آنست بك، أمّا أوّل ذلك: فلَيلة اُسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك يا محمّد؟

    فقلت: يا جبرئيل خَلَّفتهُ ورائي، فقال: اُدعُ الله عزّ وجلّ فليَأتِكَ به، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا مثالك معي وإذا الملائكة وقوف صفوفاً، فقلت: يا جبرئيل مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يُباهي الله عزّ وجلّ بهم يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما كان وبما يكون الى يوم القيامة.

    والثانية: حين اُسري بي الى ذي العرش عزّ وجلّ قال جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك يا محمّد، فقلت: خلَّفتهُ ورائي، فقال: ادعُ الله عزّ وجلّ، فليأتِك به، فدعَوت الله عزّ وجلّ فإذا مثالك معي، وكشفَ لي عن سبع سماوات حتّى رأيتُ سُكّانها وعُمّارها وموضع كلّ مَلَك منها.

    والثالثة: حين بعثت الى الحق، فقال لي جبرئيل(عليه السلام): أين أخوك؟ فقلت: خلَّفتُه ورائي:ُّ، فقال: ادعُ الله عزّ وجلّ فَليأتِكَ به، فَدَعوتُ الله عزّ وجلّ فإذا أنتَ معي، فما قلت لهم شَيئاً ولا ردّوا عليّ شيئاً إلاّ سمعته ووعيته.

    والرابعة: خُصِصْنا بليلة القدر وأنتَ معي فيها ولَيست لأحد غيرنا.

    والخامسة: ناجيتُ الله عزّ وجلّ ومثالك معي، فسألتُ الله فيك خصالا فأجابَني إليها الاَّ النبوَّة فإنّه قال: خصّصتها بك وختمتها بك.

    والسادسة: لمّا طِفتُ بالبيت المعمور كانَ مثالك معي.

    والسابعة: هَلاكُ الأحزابِ على يديّ وأنت معي.

    يا عليّ إنّ الله أشرفَ على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثمّ اطلَعَ الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم اطّلع الثالثة فاختار فاطمة على نساء العالمين، ثم اطّلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والأئمة من ولدهما على رجال العالمين.

    يا عليّ إنّي رأيتُ اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن فآنست بالنظر إليه، إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معارجي الى السماء وجدتُ على صخرتها: «لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله أيّدته بوزيره ونَصرتُه به»، فقلت: يا جبرئيل ومَن وزيري؟ فقال عليّ بن أبي طالب، فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجَدت مكتوباً عليها: «لا إله إلاّ الله أنا وحدي ومحمّد صَفوتي من خلقي أيّدتهُ بوزيره ونَصَرته به»، فقلت: يا جبرئيل ومن وزيري؟ فقال: علي بن أبي طالب; فلمّا جاوزتُ السدرة وانتهيتُ الى عرش ربّ العالمين وجدت مكتوباً على قائمة من قوائم العرش: «أنا الله لا اله إلاّ الله أنا وحدي محمّد حبيبي وصفوتي من خلقي أيّدتهُ بوزيره وأخيه ونَصرتهُ به».

    يا عليّ إنّ الله عزّ وجلّ أعطاني فيك سبع خصال:

    أنتَ أوّل مَنْ يَنشَقُّ القبر عنه معي، وأنت أوّل مَن يقف معي على الصراط فتقول للنار خُذي هذا وذَري هذا فليس هو لك، وأنتَ أوّل مَن يُكسى إذا كُسيتُ ويحيى إذا حييت، وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يقرع معي باب الجنّة وأوّل مَن يَسكن معي عِلّيين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامهُ مِسك وفي ذلك فليَتَنافسِ المتنافِسون(5).

    (5) روى الشيخ الفقيه ابن شاذان القمي(رحمه الله) بإسناده من طريق العامة عن أبان بن تغلب، قال: حدّثني عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد منصرفه من حجة الوداع:

    أيّها النّاس إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عَليّ من عند ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمّد إنّ الله تعالى يقول: إنّي اشْتَقتُ الى لقائك فأوصِ بخير وتقدّم في أمرك.

    أيُّها النّاس إنّي قد اقترب أجلي، وكأنّي بكم وقد فارقتموني وفارَقتُكُم، فإذا فارَقتُموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم.

    أيّها النّاس إنّه لم يكُن لله نبيّ قبلي خُلِّدَ في الدنيا فأُخَلَّد، فإنّ الله تعالى قال: (وما جعلنا لبشر منْ قبلكَ الخُلدَ أفإن متّ فهُمُ الخالدون * كلُّ نفس ذائقةُ الموت)(6).

    ألا وإنّ رَبّي أمَرني بوَصِيَّتكم.

    ألا وإنّ رَبّي أمَرني أنْ أدُلَّكُم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم، فمن أراد منكم النجاة بَعدي والسلامة من الفتن المُردية، فليَتَمَسّك بولاية علىّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فإنّه الصِّدِّيق الأكبَر، والفاروق الأعظم، وهو إمام كلّ مسلم بعدي، مَن أحبَّهُ واقتدى به في الدنيا وَرَدَ عَلَيّ حَوضي، ومَن خالَفَهُ لَم أرَهُ ولَم يَرَني واختلجَ دوني فأخذ به ذات الشمال إلى النار.

    ثم قال: أيّها النّاس إنّي قد نصحتُ لكم ولكن لا تُحبّون الناصحين، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم لي ولَكُم.

    ثمّ أخذَ رأس عليّ وقَبّلَ ما بين عينيه وقال له: يا عليّ فضلك أكثر من أن يُحصى، فو الذي فَلَقَ الحبة وبَرَأ النّسمة لو اجتمع الخلائق على محبتك وعرف حقوقك منك ما يليق بك، ما خَلَقَ اللهُ النّار(7).

    *

    «لولا محمّد وآل محمّد(صلى الله عليه وآله) ما خلق الله جنة ولا نار»

    (6) روى الحافظ البرسي(رضي الله عنه) من كتاب الأمالي مرفوعاً الى رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنـّه قال يوماً: ما بال قومٌ إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم استبشَروا وإذا ذكر محمّد وآل محمّد اشمأزّت قلوبهم؟ فوَ الذي نفسُ محمّد بيده لو جاء أحدكم بأعمال سبعين نبيّاً ولم يأتِ بولاية أهل بيتي لدَخلَ النار صاغراً وحُشِرَ في جهنّم خاسراً.

    أيّها النّاس نحنُ أصلُ الإيمان وتمامُه ونحن وصيّة الله في الأوّلين والآخرين، ونحن قَسَمُ الله الذي أقسَمَ بنا فقال: (والتّينِ والزيتونِ وطور سينينَ وهذا البلد الأمين)، ولولانا لم يخلق الله خلقاً ولا جنّةً ولا ناراً.

    وللحافظ البرسي(رضي الله عنه):

    أيّها اللاّئم دَعني***واستمع من وصف حالي

    أنا عبدٌ لعليّ المر***تضى مَولى المَوالي

    كُلّما ازددتُ مديحاً***فيه قالوا: لا تُغالي

    وإذا أبصَرتُ في الحقّ***يقيناً لا أُبالي

    آية الله التي وصـ***ـفها القول حلالي

    كم إلى كم أيّها العا***ذل أكثرت جدالي

    يا عَذولي في غرامي***خَلنَّي عنك وحالي

    رُح إلى مَن هُو ناج***واطرحنّي وضَلالي

    إنّ حُبّي لوصيّ المصـ***ـطفى عين الكمال

    هو زادي في معادي***ومعادي في مآلي

    وبه إكمال ديني***وبهِ ختم مقالي

    الفصل الثالث

    «حبُّ عليٍّ براءةٌ من النفاق»

    أ ـ (الرواية عن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه))

    روى الحافظ محمد بن عيسى الترمذي في «صحيحه»(8) قال: حدّثنا قتيبة بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال:

    «إنّا كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)(9).

    *

    *

    ب ـ (الرواية عن جابر بن عبدالله الأنصاري)

    روى الحافظ أحمد بن حنبل في «المناقب»(10) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن جابر بن عبدالله، قال:

    «ما كنّا نعرف منافقينا مَعشر الأنصار إلاّ ببغضهم عليّاً»(11).

    *

    ج ـ «حديث أبي ذرّ(رضي الله عنه)»

    روى الحاكم أبو عبد الله النيشابوري في «المستدرك»(12)

    قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان بإسناده عن أبي ذر(رضي الله عنه)، قال: «ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصَّلوات، والبغض لعليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)» ثمّ قال: هذا حديثٌ صحيحٌ(13).

    (د) روى العلامة زين الدين المناوي في «كنوز الحقائق»(14) قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «حُبُّ عليٍّ براءةٌ من النفاق»(15).

    (هـ) روى العلامة أبو جعفر الطبري في «بشارة المصطفى»(16) عن ابراهيم بن ظريف السلمي وبإسناده من طريق العامة عن جابر بن عبد الله قال:

    قلت: يا رسول الله ما تقول في عليّ بن ابي طالب؟

    قال: يا جابر خُلِقتُ أنا وعليّ من نور واحد قبل أنْ يخلق الله آدم بألفي عام نقلنا إلى صُلبه، ولم نزل نَسيرُ في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة حتى افترقنا إلى صُلب عبد المطلب، فجعل فيّ النبُوّة والرسالة وفيه الخلافة والسؤدد.

    ياجابر، إنّ عليّاً لم يَعبُد صَنَماً ولاَوَثَنا ولم يشرب خمراً ولم يرتكب معصيةً قطّ، ولا عرف له خطيئة ولا إثماً، فمَن أراد أن يَبرَأ من النفاق فليُحبّ أهل بيتي، فإنّهم أصلي وَوَرثة علمي، مثلهم في الجنة كمثل الفردوس في الجنان، ألا إنّ جبرئيل أخبرني بما قلتُ يا جابر.

    و ـ «حديث عبد الله بن مسعود»

    روى العلامة الآلوسي في تفسيره «روح المعاني»(17) قال: ذكروا من علامات النفاق بغض علي كرّم الله وجهه، فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود: «ما كُنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ ببغضهم عليّ بن أبي طالب.

    ز ـ «حديث ابي سعيد الخدري»

    روى ابن شهر آشوب في «مناقب آل أبي طالب»(18) عن البلاذريّ، والترمذي، والسمعاني، عن أبي هارون العبدي قال أبو سعيد الخدري:

    «كنّا لنعرف المنافقين نحن مَعاشر الأنصار ببغضهم عليّ بن أبي طالب».

    وفي أبانة العكبري، وكتاب ابن عقدة، وفضائل أحمد، بأسانيدهم أنّ جابراً والخدريّ قالا:

    «كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ببغضهم عليّاً».

    وفي ابانة العكبري، وشرح الألكاني، قال جابر وزيد بن أرقم:

    «ما كنّا نعرف المنافقين ونحنُ مع النبيّ إلاّ ببغضهم عليّاً».

    الحميري:

    وجاء عن ابن عبد الله انـّا***به كنّا نميز مؤمنينا

    فنعرفهم بحبّهم عَليّاً***وإنّ ذو النفاق ليعرفونا

    ببغضهم الوصيّ ألا فبُعداً***لهم ماذا عليه ينقمونا

    وممّا قالت الأنصار كانت***مقالة عارفين مجرّبينا

    ببغضهم علي الهادي عرفنا***وحقّقنا نفاق منافقينا

    ولغيره:

    فرض الله والنبيّ على الخلق***موالاته بخم ونصّا

    وبه يعرف النفاق من الإيمان***فاعرف ما قلت سرّاً ومحصا

    (ح) وروى ابن شهر آشوب في «المناقب»(19) عن الطبري في الولاية بإسناد له عن الأصبغ بن نباته، قال علي(عليه السلام):

    «لا يُحبّني ثلاثة: ولد زنا، ومنافق، ورجلٌ حملت به أُمّه في بعض حيضها».

    الصاحب:

    حبّ عليّ بن أبي طالب***يميز الحرّ من النغل

    لا تعذلوه واعذلوا أُمّه***إذ آثرت جاراً على البعل

    *

    الفصل الرابع

    «حبُّ عليٍّ براءةٌ منَ النار»

    (1) روى الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الإمام عليّ من تأريخ دمشق»(20) بإسناده عن شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عبّاس قال: قلت للنبيّ(صلى الله عليه وآله): يا رسول الله هل للنار جَواز؟ قال: نعم، قلت: وما هو؟

    قال: حبّ عليّ بن أبي طالب(21).

    (2) النجاشي في رجاله: روى الحسن بن عليّ بن زياد الوشا عن جدِّه الياس قال: لمّا حَضَرتهُ الوفاة قال لنا: إشهَدوا عَلَيّ وليسَتْ ساعة الكذب هذه الساعة، لسمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول:

    والله لا يموت عبدٌ يُحبّ الله ورسوله ويتولّى الأئمة فَتَمَسَّه النار، ثمّ أعاد الثانية والثالثة من غَير أن أسأله(22).

    (3) روى الحافظ ابن شيرويه الديلمي الهمداني في «فردوس الأخبار»(23) في باب الحاء بإسناده عن عمر بن الخطاب قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «حُبُّ عليٍّ براءةٌ من النار»(24).

    وللحافظ البرسي(رحمه الله) يمدح آل محمّد ويخصّ الإمام عليّاً(عليه السلام):

    إذا رُمتَ اليوم البعث تنجُو من الّلظى***ويُقبَل منك الدين والفرض والمننْ

    فوالِ عليّاً والأئِمة بعده***نجومُ الهدى تنجو من الضيق والمحنْ

    فهمُ عترةٌ قد فوّض الله أمْرَهُ***إليهم لما قد خصّهم منه بالمننْ

    أئِمة حقٍّ أوجَبَ الله حَقَّهمُ***وطاعتَهم فَرضٌ بها الله تمتحنْ

    نَصحتُكَ أن ترتابَ فيهم فتنثني***إلى غيرهم مَن غيرهم في الأنام مَن؟

    فحُبُّ عليٍّ عدّةٌ لوليّهِ***يلاقيه عند الموت والقبر والكفنْ

    كذلك يوم البعث لم ينج قادم***من النار إلاّ من تولّى أبا الحَسَنْ(25)

    *

    «حُرّمت النار على مَن آمَنَ بي وأحبَّ عليّاً»

    (4) روى شيخ الطائفة الطوسي(قدس سره) بإسناده عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه(عليهم السلام)، عن جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول:

    قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): حُرِّمت النار على مَنْ آمنَ بي وأحبَّ عليّاً وتولاّه، ولعن الله مَن مارى عليّاً وناواه، عليٌّ منّي كجلدة ما بين العين والحاجب(26).

    (5) وروى الحمويني(27) بإسناده قال: حكى لنا عزّ الدين نجاح الناصر لدين الله أمير المؤمنين قال:

    كنت قائماً على حاشية بساطه وحوله سماطان من ندمائه وقد تَشَعَّب به وبهم الحديث وتفنَّنَت، إذ أنشده بعض القائمين للصاحب بن عبّاد(رحمه الله):

    مَنائح الله عندي جاوزت أملي***فلَيس يُدركها شُكري ولا عملي

    لكنّ أفضلها عندي وأكملها***مَحبَّتي لأمير المؤمنين عليّ

    فهَشّ لذلك وبَشّ، ثمّ فكّر هنيهة وأنشد لنفسه:

    يا ذا المعارج إنْ قَصَّرتُ في عملي***وغرَّني من زماني كثرة الأمِل

    وسيلتي أحمد وابناه وابنته***إليك ثمّ أمير المؤمنين عليّ

    (6) روى العلامة ابن شهر آشوب(رحمه الله) قال: وقال ابن عبّاس:

    كان يَهوديّ يحبّ عليّاً حبّاً شديداً، فمات ولم يُسلم، قال ابن عبّاس: فيقول الجبّار تبارك وتعالى: أمّا جَنّتي فَليسَ له فيها نصيب، ولكن يا نار لا تهيديه ـ أي لا تزعجيه ـ .

    فضائل أحمد وفردوس الديلمي: قال عمر بن الخطاب:

    قال النبي: حبُّ عليٍّ براءةٌ من النار.

    وأنشد:

    حبُّ عليٍّ للورى***أحْطِط به يا ربّ أوزاري

    لو أنّ ذمّيّاً نَوى حبّه***حُصّنَ في النار من النار(28)

    الفصل الخامس

    «حبُّ عليٍّ عبادة»

    أ ـ «حديث أبي ذرّ»

    (1) روى العلامة العيني الحيدر آبادي روى من طريق الديلمي عن أبي ذر قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): مَوَدَّةُ عليٍّ عِبادة(29).

    ب ـ «حديث عائشة»

    (2) روى العلامة المولى محمّد عبد الله بن عبد العليّ القرشيّ الهاشميّ الحنفي الهندي:

    روى عن طريق الديلمي عن أمّ المؤمنين عائشة قالت:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): حُبُّ عليّ عبادة(30).

    ج ـ روى الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي قال:

    روي عن أبي ذر: عليّ باب علمي ومبيّن لأمّتي ما أرسلت به من بعدي، حبُّه إيمان وبغضُه نفاق، والنظر إليه رأفة ومودته عبادة(31).

    د ـ روى العلامة أبو جعفر الطبري بإسناده من طريق العامة عن أحمد بن الحسين الأنباري قال: قدم أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد فنزل الرميلة وهي محلة بها، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونَصَبوا له كرسيّاً صعد عليه وأخذ يعظ الناس ويذكّرهم ويروي لهم الأحاديث، وكانت أيّاماً صعبة في التقيّة، فقام رجل من آخر المجلس وقال له: يا أبا جعفر أتتشيّع؟ قال: فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه، وتمثّل بهذين البيتين:

    وما زال بي حبيّك حتى كأنّني***بردّ جواب السائلي عنك أعجم

    لأسلم من قول الوشاة وتسلمي***سلمت وهَلْ حيٌّ من الناس يَسلَمُ

    قال: فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى السؤال وقال: يا أبا نعيم أتَتشيّع؟

    فقال: يا هذا كيف بُليتُ بك وأيُّ ريح هَبّت بك إليّ؟ نعم، سمعت الحسن بن صالح بن حيّ يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: حُبُّ عليّ عبادة وخيرُ العبادة ما كُتِمَت(32).

    هـ ـ وروى الشيخ الصدوق(قدس سره) بإسناده عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):

    «ولاية عليّ بن أبي طالب ولاية الله، وحبُّه عبادة الله، واتّباعُه فريضة الله، و أولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وحربُه حربُ الله، وسِلمُهُ سِلمُ الله عزّ وجلّ»(33).

    و ـ في المحاسن: عليّ بن الحكم أو غيره عن حفص الدهان قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): إنّ فوق كلّ عبادة عبادة وحبّنا أهل البيت أفضل عبادة، وفي خبر آخر: حبّ عليّ سيّد الأعمال(34).

    ز ـ روى الحافظ رجب البرسي(رحمه الله) عن ابن عبّاس(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):

    إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن اُقيم عليّاً إماماً وحاكماً وخليفةً، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً ووليّاً وهو صالحُ المؤمنين، أمرُهُ أمري، وحُكمُهُ حُكمي، وطاعتهُ طاعتي، فعليكم طاعته اجتناب معصيته فإنّه صِدِّيقُ هذه الأمّة، وفاروقها، مُحَدَّثها، وهارونها، ويوشعُها، وآصفها، وشمعونها، وباب حطّتها، وسفينةُ نجاتها، وطالوتها، وذو قرنيها، ألاّ إنّه محنة الورى والحجّة العظمى والعروة الوثقى، وإمام أهل الدنيا، وإنّه مع الحقّ والحقّ معه، وإنّه قَسيمُ الجنّة فلا يدخلها عدوّ له ولا يزحزح عنها وليّ له، قسيمُ النار فلا يدخلها وَليٌّ له ولا يزحزح عنها عدوّ له، ألا إنّ ولاية عليّ ولاية الله وحُبُّه عبادة الله، واتّباعه فريضة الله، وأولياؤه أولياء الله، وحَربُه حربُ الله، وسلمهُ سلم الله(35).

    البشنوي:

    خيرُ الوَصيّين من خير البيوت ومن***خير القبائل معصومٌ من الزلل

    إذا نظرت الى وجه الوصيّ فقد***عَبدْتَ ربّك في قول وفي عمل(36)

    *

    الفصل السادس

    «من أحَبّنا لله وأحَبّ مُحبِّينا غفر الله ذنوبه»

    (1) روى ابن الشيخ في «الامالي»(37) بأسانيده المفصّلة عن جعفر بن محمّد(عليه السلام)يقول:

    مَنْ أَحَبّنا لله وأَحَبّ مُحِبّينا لا لغرض دنيا يُصيبها منه وعادى عدوّنا لا لإحنة كانت بينه وبينه، ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غَفَرَها الله تعالى له(38).

    (2) روى الشيخ الطبري بإسناده من طريق العامة عن بشر بن غالب، عن الحسين بن علي(عليه السلام) قال:

    «مَن أحبّنا لله ورَدنا نحن وهو على نبيّنا(صلى الله عليه وآله) هكذا ـ وضمّ أصابعه ـ ومَن أحبّنا للدنيا فإنّ الدنيا تسع البر والفاجر»(39).

    (3) روى في البحار عن أبي عبد الله(عليه السلام):

    «مَن أحَبّنا ولقي الله وعليه مثل زبد البحر ذُنوباً كان حقّاً على الله أن يَغفرَ له»(40).

    *

    الفصل السابع

    «السّعيدُ كُلّ السّعيد مَن أحَبَّ عليّاً في حياته وبعد مماته»

    «أ ـ حديث جابر»

    (1) روى العلامة الخطيب الخوارزمي قال: بإسناده عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال:

    قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله لمّا خَلَقَ السماوات والأرض دَعاهُنّ فأجَبنه، فعرض علَيهِنّ نبوّتي وولاية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فقبلتاهما، ثمّ خلق الخلق، وفوّض إلينا أمر الدين، فالسّعيد مَن سعد بنا، والشقيّ مَن شقي بنا، نحن المحلُّون لحلاله والمحرَّمون لحرامه(41).

    «ب ـ حديث فاطمة الزهراء(عليها السلام)»

    روى العلامة الخطيب الخوارزمي، قال:

    في معجم الطبراني بإسناده إلى فاطمة الزهراء(عليها السلام) قالت: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله عَزّ وجَلّ باهى بكم وغفر لكم عامّة ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) إليكم غير هايب لقومي، ولا محاب لقرابتي، هذا جبرئيل(عليه السلام) يخبرني عن ربّ العالمين:

    إنّ السّعيد مَن أحَبّ عليّاً(عليه السلام) في حياته وبعد موته، وأنّ الشّقيّ كلّ الشّقيّ مَن أبغَضَ عليّاً(عليه السلام) في حياته وبعد موته(42).

    (ج) روى الحافظ رجب البرسي، قال:

    ومن ذلك ما رواه ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وكُلَّ شيء أحصيناه في امام مُبين)، قام رجلان فقالا: يا رسول الله، أهي التوراة؟ قال: لا، قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا.

    فأقبل أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كلّ شيء، وإنّ السّعيد كلّ السّعيد مَن أحب عليّاً على حياته وبعد وفاته،، والشّقيّ كلّ الشّقيّ مَن أبغَضَ هذا في حياته وبعد وفاته(43).

    (د) روى العلامة أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري(رحمه الله) بإسناده عن أبي الحمراء، خادم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فجَلست إليه، فلمّا سمع حديثي استوى جالساً، فقال: مه، فقلت: حدِّثني رحمك الله بما رأيت من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وصنعه بعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فإنّ الله سائلك عنه.

    فقال: على الخبير سقطت.. إلى أن قال: فقلت: رحمك الله زدني، قال: نعم، خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم عَرَفة وهو آخذٌ بيد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقال: يا مَعاشر الخلائق إنّ الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة، ثمّ التفت إلى عليّ(عليه السلام) وقال له: وغَفَر لك يا عليّ خاصّة، وقال: يا عليّ اُدنُ منّي فدَنا منه فقال: إنّ السّعيد كلّ السّعيد مَن أحبَّك وأطاعَك، وإن الشّقيّ كلّ الشقيّ مَن عاداكَ ونَصَبَ لك الحرب وأبغضك يا عليّ كذب مَن زعم أنـّه يحبَّني ويبغضَك، يا عليّ مَن حاربك فقد حاربني، ومَن حاربني فقد حارب الله عزّ وجلّ، يا عليّ مَن أبغضَك فقد أبغضني ومَن أبغضني فقد أبغضَ الله، وأتعَسَ الله جدّه وأدخَله نار جهنّم(44).

    *

    الفصل الثامن

    «قوله (صلى الله عليه وآله): عنوان صحيفة المؤمن حبُّ عليّ(عليه السلام)»

    أ ـ «حديث أنس»

    روى العلامة ابن المغازلي الشافعي في «المناقب»(46) قال:

    بإسناده عن الزهري قال: سمعتُ أنَس بن مالك يقول:

    والله الذي لا إله إلاّ هو لسمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب(47).

    ب ـ «حديث عائشة»

    روى العلامة المولوي محمّد مبين الهندي:

    وفي الصواعق أخرج أبو يعلى في مسنده وأخرج الحافظ أبو محمّد عبد العزيز بن محمود المعروف بابن العصر في «معالم العترة» عن فاطمة، والطبراني في الكبير وابن منذر عن رافع مَولى عائشة:

    «عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)»(48).

    وللناشئ الصغير البغدادي في مدح مَولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)قال فيه:

    بآل مَحمّد عُرِفَ الصَّوابُ***وفي أبياتِهمْ نَزَلَ الكِتابُ

    وهُمْ حُجَجُ الإلهِ على البَرايا***بِهمْ وبَجدِّهِم لا يُستَرابُ

    ولا سِيَّما أبُو حَسن عَليّ***لَهُ في الحَربِ مرتبةٌ تُهابُ

    طَعامُ سُيوفِه مُهَجُ الأعادي***وفَيضُ دَم الرّقاب لهُ شَرابُ

    وضَربَتُهُ كبَيعَتِهَ بخُمٍّ***مَعاقِدُها من القومَ الرقابُ

    عَليُّ الدُرُّ والذّهبُ المُصَفّى***وباقي النّاسِ كُلُّهُمُ تُرابُ

    هُوَ البَكّاءُ في المحرابِ لَيْلا***هُوَ الضَحّاكُ إذا اشتَدَّ الضِرابُ

    هُوَ النبأُ العظيمُ وفُلكُ نوح***وبابُ اللهِ وانقطَعَ الخِطابُ

    *

    *

    *

    #2
    ياعلي حبناك نحيا ونموت عليك
    من كنا بإلاصلاب نهتف ياداحي الباب
    كما يذوب النور في النور، والشعاع في الشعاع، فقد ذابت فاطمة في أبيها رسول_الله.
    وكما يختلط العطر بالعطر، والنسيم بالنسيم، إختلطت فاطمة بـ أمير_المؤمنين عليّ.
    a25

    تعليق

    يعمل...
    X